يترقّب الشارع العمّاني بشكل عام والمراقبين للشأن الانتخابي في المملكة الأيام المقبلة وهي تحمل في طياتها التفاصيل التي ستؤول إليه نتيجة الانتخابات النيابية التي لم يتبقَّ على البدء بها سوى أقل من ٢٥ يوم من الآن.
المعركة الانتخابية في العاصمة ككل بدأت تتضح والحسم اليوم عنوانه الثبات الكتلوي الذي تتمتع به القوائم التي لن ترضى إلا أن تكسر حد العتبة وتدخل في التنافس وتنتزع حقوقها بما ستجنيه من أصوات، فالمنافسة اليوم في " ثالثة عمّان " باتت واضحة بين قوائم لا تتجاوز عدد الأصابع وهي القوائم التي ستتجاوز نسبة الحسم وتدخل على غرفة التنافس وتحصد مقاعدها المُستحقة.
وتشير التوقعات بحسب القراءات الأولية بأن قائمة المستقبل التي تشكلت من نخبة أبناء عمّان لن ترضى بأقل من مقعدين تنافسيين إلى جانب مقعد الكوتا المخصص للمرأة ومقعد الكوتا المخصص للشركس والشيشان، حيث ستحصد هذه القائمة بحسب التوقعات بما مجموعه ٤ مقاعد على الأقل بناءً على القبول الشعبي الكبير الذي يحضى بها أعضاء القائمة الذين يتوزعون على مختلف مناطق العاصمة ومن مختلف المجالات.
إن الثقة التي يتحدث بها الشارع العمّاني حول هذه القائمة يأتي من القوة التنظيمية التي يتمتع بها كل مرشح في هذه القائمة الفولاذية التي أثبتت قوتها ومنعتها وتماسكها و اكتسابها للشعبية الجارفة التي لن يرضى مناصريها إلا بالمركز الأول على مستوى " ثالثة عمّان " وعلى مستوى دوائر المملكة أيضاً، حيث تضم القائمة بين صفوفها عن مقعد كوتا المرأة المهندسة نور أحمد اللوزي، التي أبدعت في الفترة القريبة الماضية حينما اكتسحت الفوز في عضوية مجلس محافظة العاصمة عن منطقة الجبيهة وعملت بجدّ واجتهاد خلال ترؤسها لجنة التعليم في مجلس محافظة العاصمة، إلى جانب نشاطها النسوي والتطوعي والشبابي منقطع النظير، أما مقعد كوتا الشركس والشيشان فيتنافس عليه من هذه القائمة النائب السابق خلدون حينا الذي كان علامة فارقة في المجالس النيابية الماضية وكان عضواً فاعلاً في اللجان الاستثمارية والاقتصادية إضافةً إلى نشاطه الكبير في الأحياء الشركسية والشيشانية وما قدمه من خدمة مميزة في العمل العام.
أما بالحديث عن مرشحي القائمة الذين سيتنافسون فيما بينهم على حصد مقعدين على الأقل بحسب التوقعات فإننا نتحدث اليوم عن المهندس إبراهيم المناصير صاحب الباع الطويل في العمل الاستثماري داخل المملكة وخارجها كما ساهم في تأسيس أكثر من ٢٥ جمعية خيرية أردنية ودولية، كما يعتبر من البارزين في تأسيس الديوان الأردني في ولاية ميشيغان الأمريكية وداعم رئيسي لعدد من الجمعيات الشبابية والخيرية في المملكة، أما المرشح أيمن فتحي صندوقة القيسي فهو من أوائل أعضاء مجالس المحافظات عن منطقة وادي السير وله بصمات واضحة في لجنة الصحة والأشغال العامة واللجنة المالية والسياحية في مجلس محافظة العاصمة إضافةً إلى كونه ناشط اجتماعي في لواء وادي السير، كما أسس عدد من المؤسسات التجارية الناجحة في العاصمة عمّان.
وبالانتقال إلى مرشح قائمة المستقبل الأستاذ علاء الدين الوحوش فقد تميّز خلال فترة عضويته في مجلس محافظة العاصمة عن منطقة صويلح وأبدع في ترؤسه للجنة الاستثمار في مجلس المحافظة، كما يعتبر من الناشطين الاجتماعيين في منطقة صويلح ويتمتع بسمعة طيبة بين أبناء المنطقة والعاصمة عمّان، وبالانتقال إلى المرشح المخضرم في قائمة المستقبل الأستاذ تيسير أبو عرابي العدوان فقد تميّز خلال عضويته مجلس أمانة عمّان عن منطقة شفا بدران وترك بصمة لن ينساها أهالي المنطقة، حيث كان رجل الميدان الذي جال كل زاوية من زوايا شفا بدران وما حولها، كما أنه تميّز حينما مثّل المنطقة خير تمثيل وقام بطرح قضايا الناس على طاولة المسؤولين ولم يتوانَ عن خدمة منطقته كما هم أعضاء قائمة المستقبل ككل، حيث كان العدوان ببساطته وأصالته المثال الحقيقي لرجل الميدان الذي وضع الناس ثقتهم به وحصدوها بالفعل.
كلّ هذا يقودنا وبعد استعراض سير المرشحين في قائمة المستقبل إلى أنها فعلاً القائمة الفولاذية التي يتمتع أعضاؤها جميعاً بأنهم أصحاب فرصة حقيقية، قائمة مميزة لا وجود للحشوات الانتخابية فيما بينها، كما أنها تمثّل التكنوقراط الحقيقي للمسؤولين الذين نأمل بأن نراهم تحت قبة البرلمان، ليس تلميعاً لهم ولكنهم كانوا جديرين بكل ثقة حظيوا بها من ناخبيهم سابقاً وسيكونوا أصحاب فرصة حقيقية في التغيير إذا صدقت التوقعات وكان لهم نصيب في عضوية البرلمان العشرين الذي يتوقّع له المراقبين بأنه لن يكون كالبرلمانات السابقة، نظراً للقوة الكبيرة التي يتمتع بها مرشحي البرلمان الحالي قبل وصولهم إلى قبة البرلمان.