2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

"اللي بفوت على الوطن بنمسحه" حالة في حبّ الوطن

{clean_title}
نيفين عبدالهادي
صوت عمان :  

أمام الورقة البيضاء نقف عاجزين عندما نرغب بكتابة كلمات عن حماة الوطن، سيما إذا ما رأيناهم وهم يدافعون بأرواحهم ودمائهم عن ترابه، ففي الكتابة عنهم تنتابنا وقفة عميقة أمام ورقة بيضاء تشعرنا بعجزنا اللغوي وفراغنا من بلاغة التعبير عن حق كل «نشمي» يقف مدافعا عن أمننا من أي متربّص أو مجرم ينوي بحياتنا شرّا، يقف مشروع شهيد، وحقّ وطننا الذي أنجبت نشمياته شبابا لا يعرفون في الدفاع عن وطنهم سوى اللون الأحمر كاتبين قصص مجد تطرّز بالسماء من دمائهم، وحقّ مهنيتي كصحفية لم أعرف يوما سوى أبجدية واحدة في الكتابة عن وطني تخلق لذاتها أحرفا من نور فهي فقط ما يليق بوطني.

«اللي بفوت على الوطن بنمسحه»، كلمات جندي من حرس الحدود وهو يشرح لقناة «المملكة» في برنامج «صوت المملكة» وهو يشرح آلية الكشف عن اصطياد المهربين، وقد حمل ملامح وتعابير ملأت وجهه تحدّيا لكل متربّص للوطن، يسهر لتنام عين الوطن بهدوء وامن وسلام، يسهر وزملاؤه حماة الحدود وهم يحملون أرواحهم على اكفهم منتظرين الشهادة، فلا ردة فعل أمامهم سوى الدفاع عن الوطن أيّا كان الثمن، وأول وآخر ما يقدّمون هو أرواحهم واجسادهم، وكما تحدث جنود الوطن الجميع مرحّب به على أرض الأردن إلاّ من أراد به سوءا عندها سيفاجأ العدو بأنه دخل عرينا مليئا بالأسود التي لا تهاب في حبّ الوطن الموت إنما ترى في الشهاد حياة.

كلمات الجندي من حرس الحدود الشرقية للمملكة، لم تكن فقط «ترند» على وسائل التواصل الاجتماعي، شكّلت كلماته حالة وطنية عاشها الأردنيون كافة، حالة من حبّ الوطن وثقة متجددة بالأجهزة الأمنية والعسكرية، وحالة من الفخر والاعتزاز بكل من هو في السلك العسكري، ففي كلمات الجندي التي لن تختفي عن مسامعنا إذ باتت تتكرر يوميا فينا جميعا تذكّرنا بأن هناك من يحمي الحدود بأجسادهم في أقسى الظروف والتي أقلها الحالة الجوية التي تمر بها البلاد .

«اللي بفوت على الوطن بنمسحه» أيّ حبّ هذا للوطن، أيّ حبّ هذا لسلام وأمن الوطن، أيّ حبّ أي كلمات هذه هاربة من لغة البشر للغة الملائكة، أي عشق لسلام الوطن قزّم من عشقنا لوطننا أمام عظمته، أي كلمات «يا بنيّ» اختصرت بها لغة كاملة بحبّ حقا لا يشبه ما اعتدنا عليه من الحبّ فهو يشبه تفاصيلك الأردنية بقلبك وفكرك وتفكيرك وملامح وجهك التي خلّدت في ذاكرتنا وجعلتك قدوة لاستثنائية الحب.

سيدي أبا الحسين، هم أسودك يا سيدي حيث يسيرون بتوجيهاتك، ورؤاك، هم أبناء الأردن الذين يمضون في صناعة مجد الوطن، بروح لا تعرف معنى للحياة سوى من خلال رؤية الوطن بأمن وسلام، دون ذلك فالويل لمن يريد بالأردن سوءا أو أذى، هو الجيش العربي.