هذا ما يتوقعه « بيل جيتس « الشريك المؤسس لشركة مايكروسوفت والذي لا زال البعض ينظر اليه على انه اغنى رجل في العالم رغم تقدم كثيرين عليه في السنوات الاخيرة الا انه لا زال حاضرا على الساحة المالية والاقتصادية ومؤخرا باتت تصريحاته متابعة من قبل جميع وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي خصوصا مع ظهور جائحة « كورونا « وارتباط اسم «بيل جيتس « بها حيث استند مؤيدو « نظرية المؤامرة « لتصريحات قديمة لـ» جيتس « تنبئ عن ظهور الجائحة قبل ظهورها !
على أية حال فقد خرج بيل غيتس مؤخرا بتصريحات نقلتها شبكة ( CNBC) الامريكية العالمية عن توقعاته للعام الجديد 2022 متفائلة في جانب تراجع او حتى انتهاء جائحة كورونا لكنه متشائم في ما وصفه بأنه « مشكلة عالمية جديدة « في 2022 وهي ( عدم ثقة الناس في الحكومات ) ! ..والتي سيكون لها آثار على جميع القطاعات وكتب في مدوّنة له يقول : « ستكون هذه المشكلة واحدة من اكثر القضايا التي اشعر بقلق شديد تجاهها في 2022» !.. مضيفا : « اذا كان الشعب لا يثق بالحكومات فلن يدعموا المبادرات الجديدة .. وعندما تظهر أزمة كبيرة فمن غير المرجح ان يتبعوا الارشادات اللازمة للصمود في وجه العاصفة « .. ويدلل - بيل غيتس - على ذلك بما حدث في الولايات المتحدة عند ظهور جائحة كورونا وتخبط التصريحات والقرارات التي أضعفت الثقة بين الحكومة والشعب .
« جائحة كورونا « بالتأكيد كانت لها آثار سلبية صحيا وطبيا واقتصاديا وبالتأكيد سياسيا ، ونذكّر بأنها كانت واحدة من القضايا التي ساهمت بسقوط ترامب وفوز بايدن في الانتخابات الامريكية ..وأثرت تداعياتها والتعامل معها على كثير من الحكومات في العالم من حيث القدرة في التعامل مع الجائحة ونجاعة الاجراءات المتخذة للتخفيف من آثار الجائحة على الشعوب .. ومن الواضح تماما ان الجائحة مستمرة في 2022 ولا ندري اذا ما كان العام الجديد 2022 سيشهد متحورات جديدة تضاف الى « دلتا « و» أميكرون « اللذين ظهرا في العام المنصرم 2021 ؟
العام الجديد سيشهد انتخابات في معظم دول العالم ستغيّر حكومات قد تحظى وقد لا تحظى بثقة شعوبها .. فنحن في الاقليم العربي بانتظار انتخابات رئاسة لبنانية في ايار المقبل ، وانتخابات في ليبيا ..وتونس ، وننتظر حكومة في العراق في اعقاب نتائج الانتخابات ، وننظر لمدى استقرار الحكومة في السودان ...الخ .. أما عالميا فالاكثر اهمية الانتخابات الرئاسية الفرنسية في ايار المقبل .. ومرحلة جديدة في المانيا بعد 18 عاما من مرحلة المستشارة السابقة ميركيل ..والمراقبون باتوا يخشون ظهور تيار متشدد جدا في اية انتخابات قادمة في اوروبا في اعقاب تراجع الثقة بكل ما اتخذ ويتخذ من قرارات بسبب كورونا وغيرها .
كورونا غيّرت وستغيّر العالم ..وكل تداعياتها الاقتصادية تحديدا وما يواجهه العالم من تفاقم المشاكل الاقتصادية وفي مقدمتها أخطار « البطالة « و» التضخم « ستنعكس سياسيا على ثقة الشعوب في الحكومات بناء على مدى قدرتها في ايجاد حلول لتداعيات الجائحة .
نحن في الاردن لسنا في منأى عما يجري في العالم ..وتداعيات كورونا لا زالت تلقي بظلالها ، والثقة في الحكومات المتعاقبة « مشكلة « أزلية ، وهي تتزايد بسبب كورونا وتداعياتها ، ولتقليل « فجوة الثقة « لا مناص من الشفافية والمصداقية والمصارحة والمكاشفة ، و ايجاد حلول يلمسها المواطنون على أرض الواقع تنعكس على معيشتهم وقوت عيشهم وتخلق الوظائف لابنائهم .. واجراءات تجّسد العدالة والمساواة وتواصل محاربة حقيقية للفساد .