2025-12-14 - الأحد
00:00:00

آراء و مقالات

الشيخ عبدالكريم العوايشة (أبوعبطان).. سيرة رجل من رجال الكرم الأردني الأصيل

{clean_title}
صوت عمان :  

بقلم : محمد نمر العوايشة 

في مدخل مدينة السلط العريقة، وعلى بوابة الكرم والشهامة، عاشت ذاكرة الناس حكاية رجل تحوّل اسمه إلى رمز للكرم وعنوان للفروسية والمروءة. إنه الشيخ عبدالكريم المناور البخيت العايش العوايشة، المعروف بين أبناء منطقته بـ”كريم السرو”، الرجل الذي لم يكن مجرد شيخ في قومه، بل كان مدرسة قائمة بذاتها في الجود والعطاء والإباء.

وُلد الشيخ عبدالكريم العوايشة في العام 1916، وعاش حياةً ملؤها العزة والكرامة، حتى وافته المنية عام 1985، مخلفًا إرثًا من القيم والمواقف التي لا تزال تتناقلها الألسن والقلوب. عاش في منطقة "السرو” الواقعة عند مدخل السلط، تلك المدينة التي طالما أنجبت رجالًا يزينون صفحات التاريخ الأردني بالبطولات والكرامة. ومن "السرو”، خرجت حكاية رجلٍ عرفه الناس بسخائه حتى استحق عن جدارة لقب "كريم السرو”.

لم يكن كرمه عاديًا ولا مألوفًا، بل كان من طراز فريد يروى في المجالس كمآثر الأوّلين. يُقال إنه إذا زوّج أحد أبنائه، توقفت الأعراس من حوله؛ إذ لا يستطيع أحد أن يضاهيه في بذخه وسخائه. ينتظر الناس عامه ليقيموا بعده أفراحهم، خشية أن يبهت نور احتفالاتهم أمام وهج كرم أبي عبطان.

ومن الصور التي بقيت حية في ذاكرة الناس، أنه كان يشرب السمن البلدي على المنسف كما يُشرب اللبن، كناية عن شدة حبه لإكرام ضيوفه، واعتزازه بالضيافة كقيمة عربية وأردنية أصيلة. لم يكن يقدم الطعام، بل يقدم روحه مع كل لقمة، ويفرش الأرض للضيف وكأن السماء تمطر ذهبًا في حضرته.

لكن كرم الشيخ عبدالكريم لم يكن مقتصرًا على المائدة فقط، بل تجاوزه إلى المعاني الأعمق. فقد عرف بالشهامة والمروءة والنجدة، وكان يقف مع القريب والبعيد، لا يسأل عن النسب ولا عن المصلحة، بل عماده في ذلك "الطيب” الذي كان يسكن قلبه.

كان فارسًا في مواقفه، نقيًا في علاقاته، صادقًا في حبه لأقاربه وأبناء مدينته. أحب الناس فأحبوه، وخدمهم من قلبه لا طلبًا لذكر أو صيت، بل لأن الرجولة عنده كانت فعلًا قبل أن تكون لقبًا.

رغم مرور العقود على رحيله، لا يزال اسمه يتردد في المجالس، وتُروى قصصه في بيوت السلط وخارجها. ورث أبناؤه وأحفاده هذا الاسم الثقيل في قاموس القيم، فكانوا على نهجه في الخير والبذل والعطاء، وكلما ذُكر اسمه، تلألأت على الوجوه ابتسامة فخر، واهتزت القلوب بحنينٍ إلى زمنٍ كان فيه الكرم شيمة والضيافة شرفًا.

رحم الله الشيخ عبدالكريم العوايشة، وجزاه عن أهله وبلده خير الجزاء، فقد كان جبلًا من وقار وكرم، ومصباحًا في ليل المروءة، لا ينطفئ نوره في ذاكرة الناس. هو اليوم ليس مجرد صورة بالأبيض والأسود، بل صفحة ناصعة في كتاب المجد الأردني.


الذهب يواصل الصعود بالأردن… أسعار جديدة في محال الصاغة هل يستطيع النعيمات اللحاق بالمونديال؟ الملكة: أمنياتنا لكم بعام جديد يحمل السلام وتمتد فيه أغصان الأمل بين الأجيال بعد بيان الأمن العام حول صوبة "الشموسة".. الشركة توضح وتصدر بيان جاهة كريمة من آل الجارحي إلى آل ناصر مدير عام الضمان: إلغاء التقاعد المبكر أمر مستحيل بيان غاضب من أهالي منطقة بدر الجديدة لامين عمان .. لا تبيعوا اراضينا الشركس: استراتيجيات نقدية متقدمة تحصّن الدينار قضية الشموسة تتفاعل .. وفاة جديدة لشاب والتحفظ على 5000 مدفأة الأردن يدين مصادقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة 19 مستوطنة بالضفة الغربية مدافئ الموت في الأسواق: من سمح؟ ومن يحاسب؟ النواب يجتمعون من أجل صوبة الشموسة المواصفات والمقاييس: حظر بيع المدافئ المتسببة بالاختناقات وإجراءات مكثفة للتحفظ عليها الفيصلي يتوّج بدرع الاتحاد بعد الفوز على الحسين إربد بعد رميها في حاوية النفايات .. الأمانة تعيد 19 ألف دينار لمواطن هذه المناطق لن يصلها التيار الكهربائي غدا .. أسماء ولي العهد يطمئن على صحة اللاعب يزن النعيمات هاتفيا الاردن يدين الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له قوات سورية وأميركية في سوريا إندونيسيا: ارتفاع حصيلة قتلى الفيضانات إلى أكثر من ألف