في زمن أصبحت فيه الهواتف الذكية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأصبح العالم بغرفة صغيرة وليس بقرية تسلل هذا الجهاز إلى أيدي الأطفال دون وعي كافٍ من الأهل بخطورته. فقد تحوّل الهاتف من وسيلة ترفيه وتعلم، إلى بوابة مفتوحة على عوالم غير آمنة.
أحد أبرز المخاطر التي تهدد الأطفال هو التعرض للإعلانات غير الأخلاقية والمحتوى غير المناسب لأعمارهم. فمعظم مقاطع الفيديو و التطبيقات المجانية تتضمن إعلانات عشوائية، لا تخضع لرقابة حقيقية، ما يجعل الطفل عرضة لمشاهد قد تؤثر سلباً على نموه النفسي والأخلاقي.
كما أن الاستخدام المطول للهاتف دون رقابة قد يؤدي إلى مشاكل في النوم، التركيز، والتحصيل الدراسي، فضلاً عن احتمال الإدمان الإلكتروني والانطواء الاجتماعي وتعلم بعض الألفاظ التي يستمع إليها من خلال مشاهدة بعض مقاطع الفيديو القصيرة.
و من هنا، تقع على عاتق الأهل مسؤولية كبرى في مراقبة استخدام أطفالهم للهواتف والأجهزة الذكية، من خلال تفعيل أدوات الرقابة الأبوية، وتحديد أوقات استخدام محددة، والأهم من ذلك، التوعية المستمرة بمخاطر العالم الرقمي.
إن الاستثمار الحقيقي في أطفالنا يبدأ من حمايتهم... حتى من شاشة تبدو صغيرة، لكنها تحمل تأثيراً كبيراً.