تتواصل الأحداث في سوريا، ويبدو أن الصراع المستمر منذ أكثر من عقد ليس مجرد حرب أهلية أو ثورة، بل هو جزء من مخطط دولي معقد تم التوافق عليه بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا. تشير العديد من التحليلات إلى أن هناك اتفاقات غير معلنة بين قادة مثل بوتين وترامب ونتنياهو، إلى جانب فرنسا وتركيا، حول كيفية إدارة الأوضاع في المنطقة.
تشير التقارير إلى أن قادة الجيش السوري يتلقون أوامر بالانسحاب قبل أي معركة، مما يثير التساؤلات حول مدى استقلالية القرار العسكري للنظام السوري. هذا الأمر يوحي بأن هناك توجيهات من القوى الكبرى التي تسعى إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة دون الحاجة إلى تدخل مباشر.
يبدو أن الهدف الرئيسي وراء هذه الديناميكيات هو إخراج إيران ومليشياتها من المنطقة. هذا الهدف يتقاطع مع مصالح العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تسعيان للحد من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يتكرر هذا السيناريو في دول أخرى مثل العراق واليمن، حيث تتواجد التنظيمات المسلحة.
من المحتمل أن يستغل بوتين هذه الأوضاع للحصول على تنازلات من ترامب فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية. وفي الوقت نفسه، تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق أهدافها في المنطقة دون تكبد خسائر بشرية أو مالية.
تمثل أزمة اللاجئين تحديًا كبيرًا لتركيا، التي تستضيف حوالي 3 ملايين لاجئ سوري. قد تسعى تركيا إلى إيجاد حلول تضمن استقرارها الداخلي وتخفف من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن هذه الأزمة.
من المتوقع أن يبقى الشمال السوري تحت السيطرة التركية، ولكن تحت غطاء الحكم الفيدرالي. هذا النظام قد يتيح توزيع السلطة بطريقة تضمن حقوق الأقليات والأكثرية في دمشق، مما يسهل عملية الانتقال السياسي
قد يكون هناك دور للأمم المتحدة أو قوات دولية في إدارة الوضع في دمشق، وهو ما قد يسهم في إيجاد حل شامل يضمن استقرار المنطقة ويعزز السلام
إن الأحداث في سوريا تعكس تعقيد العلاقات الدولية وتداخل المصالح الإقليمية والدولية. بينما تتجه الأنظار نحو الحلول المحتملة، يبقى المشهد السياسي متقلبًا ويحتاج إلى متابعة دقيقة لفهم التطورات المستقبلية.