اتّهم دونالد ترامب الرئيس جو بايدن وجهاً لوجه بأنه يدمّر نظام الضمان الاجتماعي (Social Security) مشيراً إلى ملايين الأشخاص الذين يتدفقون على الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة، ويتم إدخالهم ضمن منظومة الضمان الاجتماعي. قائلاً بأن هذا سوف يدمّر الضمان الاجتماعي، إضافة إلى أنهم يأخذون محل المواطنين الأميركيين في الرعاية الطبية (Medicare).!
هذه مسألة حسّاسة في المجتمع الأميركي وتُحرّك الرأي العام، باعتبار الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية من أكثر القضايا التي تشغل المواطن الأميركي وتستحوذ على اهتمامه. لذا فإن أي سياسات ذات تأثير سلبي على الضمان والرعاية الصحية ستكون لها انعكاسات مباشرة على صوت الناخب الأمريكي واختياره.
هذا يؤشّر إلى أهمية منظومة الحماية الاجتماعية التي تتشكّل بالمقام الأول من الضمان الاجتماعية والرعاية الصحية، ومن هنا فإنني أُسقِط ذات الموضوع على حالتنا في الأردن، مخاطباً الحكومة بأن عليها أن تتوقف عن انتهاج أي سياسات أو اتخاذ أي قرارات من شأنها أن تؤدي إلى إضعاف منظومة الضمان الاجتماعي لدينا وتهديد استدامته المالية، ومن الأمثلة الناصعة على ذلك؛ الإحالات الإجبارية على التقاعد المبكر للآلاف من موظفي القطاع العام التي تفاقمت مؤخراً، حيث تم إحالة ما لا يقل عن (23) ألف موظف عام على التقاعد المبكر خلال السنوات الخمس الأخيرة. والتأثير السلبي على استثمارات أموال الضمان الاجتماعي من خلال الاقتراض الحكومي المُفرِط من أموال الضمان على شكل قروض مباشرة وسندات وأذونات خزينة والتي وصل مجموعها إلى حوالي (10) مليارات دينار، لتشكّل حوالي (66%) من إجمالي موجودات الضمان.
لذا على الحكومات الأردنية أن تتوقف عن أي ممارسات من هذا القبيل لتأثيرها السلبي على النظام التأميني للضمان والمركز المالي لمؤسسة الضمان الاجتماعي، وهي قضية يجب أن تكون محسومة بإسقاط أي حكومة "برلمانياً" تفعل ما يؤذي "الضمان" ويُضعِف مركزها المالي.