أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، مساء اليوم الثلاثاء، عن انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، بسبب عدوان الاحتلال المستمر على الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر وزارة الصحة في مدينة رام الله، حول آخر تطورات عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع الصحي في غزة.
وأشارت الكيلة إلى أن عدد الشهداء منذ السابع من الشهر الجاري في قطاع غزة حوالي 5700 شهيد، منهم 2360 طفل، و1292 سيدة، و295 مسن.
وأضافت أن 15 مستشفى من أصل 35 أصبحت متوقفة عن العمل وخرجت عن الخدمة في قطاع غزة، جراء القصف الإسرائيلي أو نفاد الوقود بشكل أساسي.
وبينت الكيلة أن المستشفيات تتعرض للتهديدات من الاحتلال يومياً لإخلائها، إضافة للقصف المتعمد للمستشفيات أو في محيطها أيضاً، والذي يأوي آلاف المواطنين.
وأوضحت أن المستشفيات من اليوم لا تستطيع استقبال أي مريض أو جريح للعلاج، بسبب عدم توفر الإمكانيات، حيث إن هناك نقص كامل بالأسرّة ومختلف الأقسام ممتلئة بشكل كامل، إضافة إلى استخدام أرضيات أروقة المستشفى وحتى في ساحاتها لاستقبال الجرحى والمرضى.
وأضافت أن الكوادر الصحية في قطاع غزة أصبحت منهكة بشكل كامل، منوهة أن الكوادر الطبية التي تعمل حالياً في القطاع تمثل ما نسبته 30-35% من الاحتياج اللازم لعلاج المرضى والجرحى، بسبب الصعوبة الشديدة في وصول الكوادر إلى مختلف مناطق مراكز العلاج جراء القصف العنيف الذي دمر الطرق، إلى جانب الحالة النفسية لتلك الكوادر، حيث أنهم وعائلاتهم يتعرضون للقصف أو التهجير، ما يضعهم تحت ضغط نفسي كبير.
وأشارت الكيلة إلى أن 65 من كوادر العمل الصحي استشهدوا إلى جانب مئات الجرحى، وأن 25 سيارة إسعاف خرجت من الخدمة بسبب استهدافها من قبل الاحتلال.
وبينت أن انقطاع التيار الكهربائي واستهلاك معظم الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية، سيؤدي إلى عدم قدرة المستشفيات على توفير الخدمة بسبب عدم قدرة تزويد المولدات الكهربائية بالوقود، منوهة إلى أن الوضع وصل إلى أن الكوادر الصحية باتت تجري العمليات الجراحية في ممرات المستشفيات وعلى أضواء الهواتف المحمولة، ما يمثل أسوأ حالة يمكن لعقل بشري أن يتحمله ككادر طبي.
وتابعت، أن الانهيار الصحي يعني أن مرضى السرطان في قطاع غزة بلا أدوية أو جلسات علاج كيماوي، كما أن مرضى غسيل الكلى سيحرمون من جلسات الغسيل التي أصلاً تم تخفيضها لنصف المدة خلال الأيام الماضية، إلى جانب مئات من الأطفال الخدج والمسنين ستكون حياتهم في خطر، بالإضافة إلى أن آلاف الجرحى معرضون لخطر انتقال العدوى، ويعني جروحاً مفتوحة وحروقاً تدمى لها العين، ما ينذر بكوارث صحية هائلة.
وناشدت وزيرة الصحة بتدخل المجتمع الدولي ومنظماته ومؤسساته لإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من خطر يهدد حياتهم بشكل فعلي ومؤسف، مطالبة بشكل عاجل زيادة الضغط على حكومة الاحتلال لإدخال الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية اللازمة والمياه الصالحة للشرب إلى قطاع غزة، والسماح بإخراج الجرحى للعلاج إلى جمهورية مصر العربية أو إلى دول أخرى تبرعت، إلى جانب السماح بإدخال الفرق الطبية المتطوعة لإسناد الكوادر الصحية العاملة في قطاع غزة.