2024-05-03 - الجمعة
00:00:00

محافظات

كلمة المؤرخ عمر العرموطي في حفل إشهار موسوعة عمَّان أيام زمان في بيت عرار في إربد

{clean_title}
صوت عمان :  

صوت عمان

إربد_ أكد المؤرخ عمر العرموطي إن موسوعةَ عمَّان أيّام زمان إنجازٌ أردنيٌّ وعربيٌ غير مسبوق، وهي تُعتبر أضخم موسوعة عن عاصمة عربية وقد تكون الأضخم عالمياً... وتتكون من – أحد عشرَ جزءاً – وعدد صفحاتها حوالي – سبع آلاف وخمسمئة صفحة – وقد استغرق العمل بها (أربعة عشر عاماً) من العمل الموصول ليلاً نهاراً... وهناك احتمال بأن تدخل موسوعة عمَّان في موسوعة غينيس للأرقام القياسية..
وفي ما يلي كلمة العرموطي :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصَّلاة والسَّلام على سِّيد المرُسلين
راعية الحفل معالي الدكتورة هيفاء النجار/ وزيرة الثقافة.
السيدة الفاضلة وصفية مصطفى وهبي التل.
أصحاب المعالي والعُطوفة والسعادة.
أيُّها الحفلُ الكريم...
...أُحِّييكم في هذا المساء الجميل من مُنتدى عرار الثقافي من إربد المدينة العريقة حاضرة الشمال وعاصمة العلم والثقافة والسياسة في أكثر من حقبة من تاريخ الأردن.
... أحيِّيكم في هذا المساء الجميل للحديث عن أجمل عاصمة في الدنيا... سيدة الجميلات وسيدة العواصم، عمَّان التي اكتحلت بالشيح والقيصوم وبيدر القمح... عمَّان مدينة التاريخ والحضارة، ربَّة عمون، فيلادلفيا، مدينة الحب الأخوي، المدينة الحجرية التي بنيت من الحجارة، ومدينة الأدراج، والمدينة التي بُنيت على ضفاف سيل عمَّان – أو نهر عمَّان -، وعرين الهاشميين، ودُرّة التاج الهاشمي، ومدينة الأمن والأمان... وعاصمة المهاجرين والأنصار.
... لقد تعانقت عمَّان عرين الهاشميين وسيدة الجميلات وسيدة العواصم مع إربد (عروس الشمال) في هذا الإحتفال بمناسبة إشهار موسوعة عمَّان أيام زمان.
وفي بداية هذا الإحتفال أقول:
... ألف تحيَّة أُرسلها للنشمّية الأُردنية أُخت الرّجال/ السيدة وصفية مُصطفى وهبي التل/ إبنة شاعر الأردن الكبير مصطفى وهبي التل "عرار"... وشقيقة شهيد الأردن دولة وصفي التل.
... وألف تحيّة أُرسلها لراعية الحفل (أيقونة الثقافة الأردنية) معالي الدكتورة هيفاء النّجّار/ وزيرة الثقافة.
... إن عمَّان هي قلب العروبة النابض وموئل الأحرار، وبارومتر يتفاعل مع كُل قضايا الأمة العربية، وأضرب مثالاً على ذلك أن أمين العاصمة بمطلع الستينيات من القرن الماضي المرحوم معالي ضيف الله الحمود الخصاونة أصدر قراراً بتغيير اسم جبل الجوفة إلى جبل الجزائر، وقد كُتب اسم جبل الجزائر في حينه على الآرمات بدلاً من جبل الجوفة وعلى الباصات ووسائل النقل؛ وذلك نصرةً لكفاح الشعب الجزائري ونضاله ضد الاستعمار الفرنسي إلى أن استقلّت الجزائر فعاد الاسم الأصيل – جبل الجوفة – مرة ثانية كما كان سابقاً.
... وإنَّ موسوعةَ عمَّان أيّام زمان إنجازٌ أردنيٌّ وعربيٌ غير مسبوق، وهي تُعتبر أضخم موسوعة عن عاصمة عربية وقد تكون الأضخم عالمياً... وتتكون من – أحد عشرَ جزءاً – وعدد صفحاتها حوالي – سبع آلاف وخمسمئة صفحة – وقد استغرق العمل بها (أربعة عشر عاماً) من العمل الموصول ليلاً نهاراً... وهناك احتمال بأن تدخل موسوعة عمَّان في موسوعة غينيس للأرقام القياسية..
... وأصبحت موسوعة عمَّان أيّام زمان مرجعية لا مناص عنها للباحثين والمؤرخين والمهتمين بتاريخ عمَّان؛ لأنها تحتوي على معلوماتٍ، وتفاصيل شاملة في مختلف المجالات عن العاصمة عمَّان، ومن شأنها أن تحتلَّ مكانتَها بجدارة ضمن التُراث الروائي الاجتماعي التاريخي للأردن، فهي عمل رائد ومُتمَيِّز، وشكَّلت إِضافة نوعية ومرجعية شاملة للباحثن والمُهتمين... فهي سيرة مدينة تحتوي على كم ضخم من المعلومات والقَصص الشعبي والحكايا العمَّانية التي قد لا نجدها في الكتب والمراجع المختلفة، وقد حصلتُ على عدد كبير من الروايات التي جمعتها من صُدور الحَفَظَة وكبار السِن الذين شاركوا بالأحداث الهامة بالعاصمة عمَّان أو كانوا شُهوداً عليها أو سمعوها من آبائهم، التي لولا تدوينها لذهبت أدراج الرياح بعد موت أصحابها.
... وإنَّ الفرق ما بين موسوعة عمَّان أيّام زمان والكتب الأُخرى التي تم تأليفها عن عمَّان أنَّ الكتبَ الأُخرى تُمثِّل وجهة نظر واحدة هي وِجهة نظر المؤلف... بينما موسوعة عمَّان أيّام زمان شاركت فيها كُل الأطيافِ العمَّانيةِ. حيث شارك بها أكثر من خمسمئةِ (500) مُشارك ومُشاركة يُمثّلون البُناة الأوائل والفعاليّات المُؤثرة بالمجالات السياسية والتاريخية والعشائرية والثقافية والاقتصادية والأماكن التُراثية والجبال والأحياء والشوارع والأسواق القديمة ورجالات عمَّان والنساء العمَّانيات، وإنّني سعيدٌ جداً؛ لأن موسوعة عمَّان أيّام زمان أصبحت الآن ضمن الموسوعات العالمية.
... وبعد نجاح إعداد وتأليف موسوعة عمَّان أيام زمان فإنني أتمنى بأن تُبادرَ وزارة الثقافة لدعم وتأليف موسوعات على نفس المنوال عن عواصم المحافظات الأردنية مثل/ إربد والسلط والكرك ومعان ومادبا والطفيلة وباقي المحافظات الأردنية.
* وإن خُلاصة الخُلاصة من خلال دراستي الطويلة عن العاصمة عمَّان هي أن هناك الآن عمَّان جديدة تختلف عن عمَّان أيام زمان من حيث المساحة وعدد السكان والشكل والمضمون... وهناك الآن مجتمع عمَّاني جديد يختلف عن المجتمع العمَّاني أيام زمان من حيث التركيبة السكانية والعادات والتقاليد والطبقات والثقافة وأسلوب الحياة... هذه التغيّرات الكبيرة تعتبر ظاهرة تستحق الدراسة.
... وبما أننا في بيت شاعر الأردن الكبير مصطفى وهبي التل فإنني أقول:
يا عرار..... ألست القائل:
ظبيات وادي السِّير هل نفرت من سرُبكنّ الظبية السمرا
فهي التي خطت أناملها في سِفر حُبِّي آية غرّا
يا عرار... ألست القائل:
ليت الوقوف بوادي السير إجباري
وليت جارِك يا وادي الشتا جاري
هل تذكرين وأنتِ من غزلانه
وادي الشتا والعُمر في ريعانه
... ومن الجدير بالذكر أنّ شهيد الأردن دولة وصفي التل كان حريصاً على تكريم المرأة الأردنية في خطاباته وكلماته، فقد كان الشهيد وصفي التل يختم خطاباته بعبارة جميلة فكان يقول: "أنا أخو عليا"...
... و"عليا" هي شقيقة الشهيد وصفي التل.
... لقد قُمت بإصدار هذه الموسوعة الضخمة، وصبرت وصبرت وصبرت وتحدّيت كُل المصاعب والمعوّقات، وكان لديّ إصرار كبير على تحقيق الهدف المنشود، وبنفس طويل، غير مُبالٍ بالجهد والتعب والفترة الزمنية الطويلة... وذلك لأنني عاشق عمَّان وعمَّاني حتى النُّخاع.
... ومن الجدير بالذكر بأنني سوف أصدر (الجزء الثاني عشر) من الموسوعة بعد أشهر من الآن أي قبل نهاية العام الحالي لتصبح عدد صفحات الموسوعة حوالي (عشرة آلاف صفحة)... وإنني أعتقد أنه لا يوجد عاصمة أو مدينة في العالم قد تم تدوينها بهذا العدد من الصفحات وبجهد استمر ليلاً نهاراً لمدة (15 عاماً) لذلك فإن موسوعة عمَّان أيام زمان هي إنجاز أردني وعربي غير مسبوق... بل أنها إنجاز عالمي.
... وعمَّان تستحق منَّا هذا التكريم والإهتمام.
... وقبل أن أنهي كلمتي أتقدم بالشكر الجزيل لأخت الرجال النشمية الأردنية السيدة الفاضلة وصفية مصطفى وهبي التل ومنتدى عرار الثقافي على الدعوة الكريمة وكرم الضيافة.
... كما أنني أكرر شكري لراعية الإحتفال (أيقونة الثقافة الأردنية) معالي الدكتورة هيفاء النجار وزيرة الثقافية.
... وأتقدم بالشكر الجزيل للمشاركين بالإحتفال وهم: معالي الدكتور بركات عوجان (وزير الثقافة الأسبق)، وسعادة الشيخ علي الزيدان الحنيطي، وسعادة المؤرخ الدكتور محمد عبد الحفيظ المناصير، وسعادة الشاعر الأستاذ محمد عبد الرزاق السواعير، وعريف الحفل الأستاذ الدكتور حسين العمري.
وفي الختام أقول بأن عمَّان هي أجمل عاصمة في الدنيا..
حماك الله يا عمَّان.
وتحرسُكِ عين الرحمن
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته