بالامس اقتربت نسبة الاصابات الايجابية بفيروس كورونا من الـ( 10%) وهذا رقم « مرعب « ، وبالمجمل وحسب آخر الارقام - يوم أمس - هناك ( 919 الف اصابة ) في الاردن منذ بداية الجائحة ، ونحو (11.377 وفاة - رحمهم الله جميعا ) ، أما عالميا فحتى يوم أمس هناك (258 مليون اصابة )، و(5,16 مليون وفاة ) .
محليا .. تشير الارقام ان هناك اكثر من ( 244 الف ) شخص تلقوا الجرعة الاولى فقط ولم يعودوا لتلقي الجرعة الثانية ، وان نسبة غير الاردنيين ( بمن فيهم اللاجئين) لم تتجاوز نسبة الـ( 30 %) أو تجاوزتها بقليل !!
هذه ارقام مقلقة ومرعبة ونحن ندخل الموجة الثالثة من « كورونا « بحسب التصريحات الرسمية ، رغم اننا في الاردن - وبحسب الارقام والتصريحات الرسمية ايضا - تجاوزنا النسبة العالمية بتلقي اللقاحات وهي نسبة ( 60%) .
من الارقام المقلقة ايضا والتي تشكل تحديا كبيرا ان نسبة الاطفال ( من الفئة المستهدفة ) التي تلقت اللقاحات في بين ( 9- 10%) فقط ، وربما تكون هذه الفئة ( على مقاعد الدراسة ) من الاسباب الرئيسة في ارتفاع الاصابات .
الجهات الرسمية تحاول استهداف الفئة من ( 12-17عاما ) لان حصانة ووقاية هذه الفئة تحديدا مهمة للغاية ..تاتي بعدها الفئة من ( 5-11 عاما ) الاقل خطورة - بحسب خبراء .
كل هذه الارقام - وربما تكون هناك ارقام واحصائيات اكثر تفصيلا - كلها تشير الى ارتفاع نسبة الاصابات مع فصل الشتاء ودخول الموجة الثالثة ، مما يتطلب اتخاذ اجراءات اكثر تشددا في الوقاية حتى لا نعود الى الوراء ..فالعالم عموما يعاود دراسة وترتيب اولوياته ومراجعة قراراته وفقا لتطورات الحالة الوبائية في كل دولة ،وقد عادت الاغلاقات «الشاملة « في عدد من الدول ..و» الجزئية « في دول اخرى ،رغم ان الاردن ومعظم دول العالم تؤكد بأن لا عودة للاغلاقات الشاملة لان الاقتصادات لم تعد تتحمل ، ولذلك وحتى لا نعود حتى للتفكير بالعودة خطوة الى الوراء فان الحل يكمن بالعودة للتشدد - قبل حملات الحث على اخذ اللقاحات - باتباع ما تتوافق على اهميته جميع دول العالم وهو ( ارتداء الكمامات + التباعد + المعقمات ) ومعظم هذه المظاهر الوقائية الضرورية اصبحت نادرة وغائبة - مع الاسف - في معظم الاسواق والفعاليات والتجمعات وغيرها .
في الاردن خضنا تجربة مريرة في مواجهة وباء كورونا ، وفقد الاردن ارواحا عزيزة من ابنائه والمقيمين على ارضه - كما جميع دول العالم - جراء هذه الجائحة ، وتكبد الاقتصاد خسائر بمليارات الدنانير ، ولولا الاجراءات الصحية والاقتصادية لكانت الخسائر اكبر من ذلك بكثير في الارواح والاقتصاد ، ولذلك ليس من مصلحة احد افرادا او شركات او حكومة العودة خطوة للوراء، الامر الذي يتطلب اعادة ترتيب الامور ليس فقط من جانب الحكومة بمزيد من التشدد ( غير المتابع وغير المطبق على ارض الواقع بين محافظة واخرى او بين منشأة واخرى ) بل من خلال توافق وطني وقناعات مشتركة على خطورة الوضع وضرورة اتخاذ اجراءات لحماية صحتنا واقتصادنا ، وهنا يأتي دور الاعلام بكافة وسائله ووسائطه ، وكافة منظمات المجتمع المدني ، والنواب والاعيان ، والمدارس والجامعات ، وقطاع الشباب والمراة .. الخ .
باختصار.. نحن بحاجة الى حملة وطنية شاملة لخلق قناعات باهمية حماية ووقاية انفسنا واقتصادنا من هذه الجائحة ولو بوسائل الوقاية البدائية ( المتفق عليها ) وحتى لا يبقى الجدال حائلا دون الحد من تفاقم اعداد الاصابات بسبب الجدل القديم الجديد انطلاقا من معتقدات ( المؤامرة ) وعدم جدوى اللقاحات ، وغير ذلك ..لنعد للمربع الاول بتطبيق ضرورات الوقاية القائمة على الزام الجميع بـ( الكمامات + التباعد +المعقمات ) ..مع الاستمرار بحملة الاقناع بضرورة تلقى اللقاحات التي يبدو انها ستبقى مستمرة حتى وقت طويل !!