سمير الحراحشة ذو العقد الثالث من عمره المقيم في جرش، سمير كأي شاب على هذه الارض يحلم بوظيفة توصله الى احلامه وتعيل امه، لكن هيهات ها هو سمير يتجرع كل يوم كأس الحسرة باحثاً عن عمل في أول يومه جاراً اذيال الخيبة في آخر يومه وهو يبحث عن عمل يجمع منه قوت يومه ولكن دون جدوى.
سمير خريج تخصص معلم صف من جامعة جرش الاهلية لديه من الدورات والخبرات ما يكفي لتقديم سيرته الذاتية الى اي وظيفة وهو واثق من نفسه، تخرج وهو متحمس لوظيفة في وزارة التربية والتعليم وكأي طالب تقدم الى ديوان الخدمة المدنية، صنف رقمه الاول كحالة انسانية لانه المعيل الوحيد لامه، لتصدح امه بثلاث زغاريد فرحاً بتخرج نجلها.
حزينة عليك يا وطني وحزينة على حال شبابك، اسموك بالمجتمع الفتي لكثرة الشباب فيك، ها هم شبابك يشعرون بالغربة على ترابك، وطني.. في كل مقال لي اخاطبك معبرة عن حزني عليك بقدر حبي لك الا انني في هذا المقال اكتب باكية فاقدة للامل.
وطني هاهو سمير حالة من بين الف حالة، سمير يبلغ من العمر الان اربعة وثلاثون عاما و ما زال ينتظر منذ ثماني سنوات يتمنى ان ينجب طفل يعيله في كبره، في البداية بحث عن عمل في تخصصه ليصفعه قرار وزارة التربية والتعليم بعدم توظيف الذكور في هذا التخصص بسبب دراسة ذكور الصفوف الابتدائية الاولى في مدارس الاناث، ترتيبه الاول في الديوان وهو حالة انسانية فما بال من هم حالات غير انسانية، فقد سمير الامل في البحث عن وظيفة حكومية ليجر الخيبات أيضاً بأن يعمل في القطاع الخاص بسبب الواسطات والمحسوبيات،والوعود الكاذبة، بعد اصراره على ان يجد وظيفة، كان الاول في صفوف اعتصام ليسمع في احد الايام كلمة من احد المسؤولين فيك يا وطني.. " روح افتحلك بسطة" وطني.. شبابك حزينة خجولة فقط تتمنى دون جدوى فقر بطالة واسطات احلام، وطني شبابك يقترض ليفتح بسطة تعيله واهله لتأخذها الامانة رغماً عنه، شبابك يهرب من البطالة الى الظلم كما الهارب من الدولف الى تحت المزراب.
خمسون دينار تتقاضاها امه من التنمية الاجتماعية، لا تسمن ولا تغني من جوع، لكني اؤكد لك ان في اي محنة تمر بها يا وطني سيقف سمير ومن كحاله في الصفوف الاولى لحمايتك، وطني.. حماك الله من كل يد عابثة في مشاعر هؤلاء الشباب اتجاهك.