2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

عمار… وداعاً

{clean_title}
رأفت القبيلات
صوت عمان :  

موسكو باتت مدينَةً آثِمَة ، إختَطَفَت عمار من حُضنِ زايد ونسرين دونَ أن تَلتَفِتْ، غادَرَ عمار نحوها وتَرَكَ بَعضاً مِنهُ وعطراً وكُتُباً في طب الأسنان

غادَرَ عمار سائحاً لِيَلتَقِطَ الكَثيرَ مِنَ الصُّورِ في باحَةَ الكريملين وفي طُرقاتِ موسكو وأرصِفَتِها
كان يَنوي أن يَشرَحَ لكثيرٍ مِن أقرانِهِ وَ أصدقائه و زملائه عن رِحلَتِهِ الأخيرة.

سَيمسَحُ زايد وَجهَهُ بِرِفق ، سيتحسسُ وَجهَهُ كُلَ صباح كَي لا يؤذِي صُورَة عمار الأَخيرة قبل أن يُوارى الثَرى، مُحياهُ يَرتَسِمُ فِي عَينيهِ الآن.

يَحضُرُني بعضُ ابيات للشاعر ابن عبد ربه  تروعنا في حزنه ايضاً:
"إذا ذكرتُك يومًا قلتُ: واحـــزنـــا
وما يرد عليّ القول "واحزنا" !؟
يا سيدي ومراح الروح في جسدي
هلا دنا الموت مني حين منك دنا
يا أطيب الناس روحا ضمها بدنٌ
أستودع الله ذاك الروح والبدنا!"

وَايضاً يقول ابن الرومي:
"بُكَاؤكُمَا يَشْفِيْ وَ إنْ كَانَ لاَ يُجْدِيْ فَجُوْدَا فَقَدْ أوْدَى نَظِيْرُكُمَا عِنْدِي بُننَيَّ الذِي أهْدَتْهُ كَفَّايَ لِلْثَّـرَى فَيَا عِزَّةَ المُهْددَى ، وَيَا حَسْرَةَ المَهْدِي ألاَ قَاتَلَ اللَّهُ المَنَايِا وَ رَمْيَهَا مِنَ القَوْمِ حَبَّاتِ القُلُوْبِ عَلَى عَمْدِ "

في قريَة مليح وقريباً من منزلِ والدي سَيبيتُ عمار ليلَتَهُ الأولى في حُضنِ الله وفي قُلوبِنا فقلوبُنا باتت تمتلئ بشبابٍ لا يتكررون ولا يفنون ولا يَغيبونَ عنا ما حيينا

عمار رحلَ باكراً كما الفراشة حين تهرولُ مسرعةً نحو الضوء
كَتَبَت لهُ امهُ على احدى صُوَرِهِ في موسكو"استودَعتُكَ الله"
كَتبتها وفي طَياتِها خَوفٌ وهلع ولكنهنْ الأُمهاتْ الصابِراتُ القانِتاتُ المؤمنات
اللواتي يَتشكلنَ في ام عمار ومحياها 
رحلَ عمار وتركَ لنا اسمه و سيرتهُ الحسنة
رحلَ عمار ولكنه يسكنُ طرقاتِ القريةْ وبيوتها
رحلَ عمار وَتركَ لنا ذِكرهُ مقروناً برحمة الله.
رحم الله الشاب الدكتور عمار زايد القبيلات
وخالص عزائنا ومواساتنا لذويه واهله واصدقائه
ولا حول ولا قوة الا بالله