أصعب الأيام تلك التي نعيش فيها الآن، شهر عصيب رغم جماله فهو شهر الأم والكرامه والمرأة، شهر الربيع الذي ننتظره لنشم أنفاسنا بعد رحلة سنة مع الخوف والهلع الذي أصابنا، شهر حصد الآف الأرواح البريئة وتفشى الفيروس بطريقة سرطانية خبيثة، زار البيوت جميعها وأصاب هدفه لأسر بأكملها ولم يكتف بالقليل، وجد ظروف مواتية فإنقضَّ على فريسته بكل سهولة، رغم كل الإحتياطات والحذر الآ أنه سرق منا الإبتسامة، وخطف الطموح وبعض الأصدقاء والأقارب، وصلنا لمرحلة صرنا نتكلم مع أنفسنا وأصابنا إنفصام بأيهما أنجع؟ الحظر الكلي لفترة والجزئي أم فتح بعض القطاعات الحيوية والتي تشكل شريان الحياة للدولة والناس وخاصة عمال المياومة لتخف أعداد الإصابات؟
برأيي المتواضع وبعد التجربة أرى أن الحل يكمن بفتح القطاعات وعودة الحياة لسابق عهدها مع بعض القيود والضوابط التي تعيق تحقيق الأهداف بتفشي الوباء والحد من الإختلاط، وخاصة أن تجربة الحظر الكلي أو الجزئي لا تؤتى أُكُلها … فالفتح يخفف تجمهر الناس لشراء مستلزماتهم ويقلل أعداد المصابين من جراء إختلاطهم بأوقات الذروة، ويعطي مساحة للشخص أن يختار الوقت المناسب لا أن يُفرض عليه، خاصة أن حصاد الوفيات يتجاوز المئة وفاة كل يوم وهذا رقم مخيف جدا وكأننا في حرب شعواء لا نهاية لها، يجب أن يكون هناك بدائل وحلول أكثر نفعا وجدوى من السابقة التي زادت تفشي الوباء ودمرت الإقتصاد وزادت من الجريمة والعنف والإحباط والخوف والإكتئآب عند المعظم.
من الحلول السريعه التي يجب الأخذ بها فورا:
1- توفير المطاعيم بأقصى سرعه ولكل شخص سجل لتلقي المطعوم والإستعانة بالقطاع الخاص بكافة أشكاله من بنية تحتية وتكنولوجية للمساعده في إعطاءه، وأنا سجلت من فترة طويلة ولم يصلني حتى رسالة لموعد تلقي المطعوم لغاية الآن.
2- أن يكون المطعوم كجواز سفر لأي شخص يرغب بالتنقل من وإلى أي مكان داخل وخارج الدولة، لأن حماية غيرنا مسؤوليتنا جميعا.
3- إنشاء مستشفيات ميدانية أكثر وأسرع في كل مكان وإستخدام الملاعب والمدارس والجمعيات لكي يستوعبوا الكم الهائل من المصابين.
4- العمل على توسعة المستشفيات الحالية ورفدها بالكوادر البشرية والمستلزمات الطبية وتدريبهم بأقصى سرعة ممكنة.
5- العمل على تسريع نتائج فحص BCR بوزارة الصحة وعدم ارسال النتائج بعد اربعة أيام الأمر الذي يساعد في إنتشار الوباء عند الأشخاص غير المصابين لعدم معرفة المصاب بأنه مريض خلال تجواله خلال تلك الفتره.
6- تخفيض أجور BCR في المختبرات الخاصة لتخفيف الضغط على وزارة الصحة وجيب المواطن وخاصة أنه أُستنفذ من كثر الفحوصات التي يعملها كلما يكتشف أنه خالط مصاب.
7- الإستعانة بالكوادر الطبية أطباء وممرضي وإداريين من المتقاعدين العسكريين والحكومة ليعملوا ويساعدوا في التخفيف من عبئ الضغوطات عليهم.
8- الإستعانة بالكوادر الطبية في القطاع الخاص والذين يملكون عيادات خاصة وكمسؤولية مجتمعية لا أعتقد أن المهنة تتطلب أجر مادي مقابل إنقاذ الأرواح البشرية، فتح باب التطوع.
9- فرض غرامات مالية وإجراءات حازمة وقيود على المخالفين وعدم الملتزمين بإتباع سبل الوقاية وإرتداء الكمامة والتباعد وإقامة الحفلات وغيرها من الممارسات التي تعمل على إنتشار الوباء ضمن معايير معينة وضوابط تمنع الإستهتار بأرواح البشر.
10- تشديد الرقابة والقيود والغرامات على المخالفين في حفلات الزفاف وحضور مراسم الجنائز لأنها سبب رئيسي لإنتقال الفيروس.
11- إغلاق المستشفيات الشبيهه بالدكاكين الصغيرة والتي تخلو من أي مقّومات لحماية المصاب وعدم الإهتمام به وخلوها حتى من سيارات الإسعاف والتي تكون سبب رئيسي لتدهور حالته وموته أحياناً، أو فرض رقابة عليهم من الحكومة بضرورة توفير الحد الأدنى من مقومات المستشفى الأساسية.
12- تعزيز المستشفيات بالكادر الطبي المؤهل وتسخير إمكانيات المستشفيات الكبيرة للدعم اللوجستي والمادي والبشري والتعاون والتدآؤب للفتره الحالية.
الوضع أصبح صعب جداً، فقدنا متعة الحياة وأصبح الخوف والقلق هما المسيطران الرئيسيان على تفكيرنا، وصار الموت هاجساً يردده الكثيرين، وأصبحنا نتصفح صفحاتنا على مواقع التواصل الإجتماعي ونحن خائفين، ننتظر من دوره الآن… ويرددون سامحونا فالدنيا قصيرة ولا نعرف متى دورنا.
أرواحنا مسؤولية مشتركة من الحكومة والمجتمع ومسؤوليتنا أيضا ومسؤولية فكر ووعي، فلنتكاتف جميعا ونحميها..