في ظرف إقليمي هو الأصعب على الإطلاق افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني أعمال الدورة العادية الأولى لمجلس الامة بإلقاء خطبة العرش السامي حيث اكد جلالة الملك على الثوابت الأردنية في التعامل مع مختلف القضايا العربية والدولية وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وضرورة التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كحل وحيد للصراع الدائر في المنطقة ووقف دوامة العنف وقتل المدنيين وإحلال السلام وان القدس ستبقى أولوية أردنية والوصاية الهاشمية ثابته وباقية لدعم الأشقاء الفلسطينيين .
رسالة مهمة اطلقها جلالة الملك للعالم بأن مستقبل الأردن لن يحدده الا مصالحه والسياسات التي تلبي طموحات أبناءه فقط وهي اهم رساله وجهها جلالة الملك في خطبة العرش . .
وفي الشأن الداخلي اكد جلالة الملك على ضرورة المضي قدماً في الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية واستكمال تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي والمشاريع المنبثقة عنها بكل إصرار وعزيمة وبالرغم من كل التحديات الصعبة التي تحيط بالأردن والمنطقة.
رسالة واضحة للأحزاب والتي شكلت اغلب مقاعد مجلس النواب ودورها القادم في الحياة السياسية الأردنية حيث اكد جلالة الملك على أن تأخذ الأحزاب دورها الحقيقيفي خدمة الوطن والمشاركة في بناء حياة سياسية جديدة تقوم على المشاركة الفاعلة في بناء الوطن وان يكون مجلس النواب العشرين مختلفاً في أداءه عن المجالس السابقة من حيث المراقبة والتشريع ليكون نموذجاً لحياة سياسية تقودها الأحزاب للوصول إلى حكومات برلمانية منبثقة عن أحزاب برامجية ..
حمل خطاب العرش توجيهات واضحة لجميع السلطات للعمل بروح الفريق الواحد لحماية الوطن والتخفيف عن المواطن وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجه حياة المواطن المعيشية من فقر وبطالة وسرعة انجاز القوانين والتشريعات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين والإسراع في تحديث القطاع العام وتحسين جودة العمل الحكومي .
رسائل مهمة حملت في طياتها الكثير من المعاني في توقيت تعيش المنطقة حروباً وصراعات تعصف بدولها وشعوبها وع غياب الامن وطول امد الصراع وتفاقم الأزمات يجد الأردن نفسه مطالباً أن يقف صفاً واحداً امام ما هو قادم من تحديات وازمات وان ننبذ الفرقة والخلافات ونتمسك بالثوابت الوطنية وندعم اجهزتنا الأمنية وجيشنا العربي لحماية حدودنا وللمحافظة على استقرار وطننا ليكون امناً في ظل إقليم ملتهب ومستقبل غامض .
منير دية
خبير اقتصادي