2024-11-21 - الخميس
00:00:00

آراء و مقالات

الملك إذ يرسم مرحلة جديدة

{clean_title}
صوت عمان :  

كمال الزغول

حمل خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح أعمال الدورة العادية لمجلس الأمة العشرين الكثير من المحاور المهمة والتي تشكل نبراسا يهتدي بها وخريطة طريق لترسيخ المبادئ الديمقراطية وتجذيرها والمحافظة على الإنجازات الوطنية التي تحققت وتعزيزها وتجاوز تحديات المرحلة نحو مستقبل آمن ومشرق ومستقر.

الخطاب يأتي في مرحلة تاريخية ومفصلية وفيه دلالة على إصرار وعزيمة جلالته في المضي قدما بالعملية الإصلاحية برغم الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة والمحيط، كون الإصلاح خيارا وطنيا نابعا من الداخل، وهذا يعبر عن قدرات الدولة الأردنية وإمكانياتها في ديمومة عملية البناء وضمان استمراريتها.

علينا التأكيد أيضا أن جهود الملك في تحقيق أهداف منظومة الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي هي رسالة لتعزيز دور مجلس النواب الحالي والحكومة الجديدة ليكون العنوان والأولوية "المواطن الأردني" الذي حمل همه الملك في كل جلساته المعلنة وغير المعلنة، وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور المحوري لمجلس الأمة والحكومة في الشأن الاقتصادي، وفي تعزيز التنمية المستدامة في ظل الاضطرابات الراهنة في المنطقة.

الأردن بقيادة الملك يحظى باحترام كبير وعلاقات وطيدة مع مختلف دول العالم على امتداد الخريطة الدولية، ما يتطلب من الجميع استثمار ذلك لمصلحة الاقتصاد الوطني واستقطاب الاستثمارات، وتطوير بيئة العمل والاقتصاد في شتى المجالات وللشباب الذين تحدث عنهم الملك، وهنا لا بد من تمكينهم وإعدادهم لوظائف المستقبل، في هذه المرحلة التي يمر بها الوطن، تتوضح رؤية جلالته حول تحديات تلقي بظلالها على الشباب وتطلعاتهم.

يأتي الخطاب وسط مناخ متقدم من المشاركة السياسية التي شهدتها البلاد مؤخرا، إضافة إلى الأمن والاستقرار والتي هي سمة مميزة للأردن وحصيلة للتضحيات المتواصلة التي قدمها نشامى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية للدفاع عن تراب الأردن الغالي وأمنه ضد أي خطر يتهدده.

أكد الملك للعالم بأن الأردن سيظل حصنا للدفاع عن الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف، وأن القضية الفلسطينية ستظل أولوية لا يمكن التراجع عنها، فالوصاية الهاشمية ليست مجرد مسؤولية تاريخية، بل هي مهمة تؤدى بشرف وأمانة، ما يجعل من الأردن صوتا قويا ومؤثرا في المحافل الدولية للدفاع عن القدس.

خطاب العرش كشف بوضوح عن مرحلة الإصلاح والرؤية الاقتصادية وحين يكون الملك ضامنا لكافة خطوات الإصلاح وما تتطلبه من اشتراطات موضوعية ووطنية فعلينا التفاؤل والتأكيد على أن الإرادة السياسية منعقدة على ولوج المستقبل بأدوات تتلاءم مع السيادة الأردنية وسط كل التحديات والقادم أجمل بإذن الله.