قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، الليلة الماضية إن المنظمة قادت مهمة تقييم أممية بالغة الخطورة لمستشفى الشفاء شمال غزة.
وأضاف غيبرييسوس، في بيان، أن فريق التقييم خلص إلى أن المستشفى أصبح غير قادر على العمل، فلا يوجد ماء أو غذاء أو كهرباء أو وقود كما اُستنفدت الإمدادات الطبية لديه.
وقال إن العاملين الصحيين بالمستشفى، نظرا للوضع الصعب وحالة الكثيرين من المرضى بمن فيهم الأطفال حديثو الولادة، طلبوا الدعم لإجلاء المرضى الذين لم يعد بإمكانهم تلقي الرعاية المنقذة للحياة في المستشفى بعد الآن، مضيفا أن المنظمة تعمل مع شركائها لوضع خطة إجلاء عاجلة، وطلب التيسير الكامل لهذه الخطة.
وقال المسؤول الأممي "إن الوضع الحالي لا يُطاق ولا يمكن تبريره"، داعيا إلى وقف إطلاق النار الآن وحماية المرافق الصحية والمدنيين.
وقالت منظمة الصحة العالمية- في بيان صحفي- إن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر إجلاء في وقت مبكر من يوم السبت لألفين وخمسمئة نازح كانوا موجودين بالمستشفى مشيرة إلى مغادرة النازحين مع عدد من المرضى وموظفي المستشفى قبيل وصول فريق الأمم المتحدة.
وبسبب قيود الوقت المرتبطة بالوضع الأمني، تمكن الفريق من قضاء ساعة واحدة فقط داخل مستشفى الشفاء الذي وصفوه بأنه "منطقة موت"، مشيرين الى أن علامات القصف والطلقات النارية كانت واضحة.
كما شاهد الفريق مقبرة جماعية عند مدخل المستشفى حيث قيل لهم إن أكثر من 80 شخصا دُفنوا بها.
وقالت المنظمة: لقد كان المرضى والعاملون الصحيون الذين تحدث إليهم الفريق، يشعرون بالرعب على سلامتهم وصحتهم وناشدوا إجلاءهم، مضيفة انه ما زال بالمستشفى 25 من العاملين الصحيين و291 مريضا، فيما لقي عدد من المرضى مصرعهم خلال الأيام الثلاثة الماضية بسبب توقف الخدمات الطبية.
ومن بين المرضى الموجودين بالمستشفى، 32 رضيعا في حالة حرجة للغاية، وشخصان في قسم الرعاية المركزة بدون جهاز تنفس صناعي، و22 مريضا يحتاجون لغسيل الكلى فيما الغالبية العظمى من المرضى هم من ضحايا إصابات الحرب، بمن فيهم مصابون بكسور معقدة وبتر وإصابات في الرأس وحروق، و29 شخصا بإصابات في العمود الفقري لا يستطيعون الحركة بدون مساعدة طبية.
وأفادت المنظمة بأنه نظرا للوضع الحالي للمستشفى، تضع منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بشكل عاجل خططا للإجلاء الفوري لمن تبقى من المرضى والموظفين وأسرهم معلنة انه خلال الـ 24 أو 72 ساعة المقبلة، حسب ضمانات المرور الآمن من أطراف الصراع، سيتم الترتيب لمهمات إضافية للنقل العاجل للمرضى من مستشفى الشفاء إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي جنوب القطاع.