محليات
صوت عمان :
أكد عضو مجلس الأعيان والخبير في الشؤون الأمنية الدكتور عمار القضاة أن العملية الأمنية التي نُفذت في لواء الرمثا وأسفرت عن مقتل شقيقين متورطين بقضايا ذات طابع تكفيري، تعكس المستوى العالي من الجاهزية الذي تتمتع به الأجهزة الأمنية، وقدرتها على إدارة عمليات استباقية دقيقة تُحبط الخطر قبل وقوعه.
وأضاف القضاة في تصريحات إعلامية أن توقيت تنفيذ مثل هذه العمليات لا يكون عشوائيًا، بل يستند إلى تقديرات ميدانية دقيقة ترى في بعض الحالات ضرورة المبادرة، تجنّبًا لأي تهديد قد يستهدف المواطنين أو رجال الأمن.
سلوك إرهابي واضح وبداية اشتباك مسلح
وأشار القضاة إلى أن البيان الأمني الرسمي أكد أن المطلوبين بادرا بإطلاق النار بكثافة فور وصول القوة الأمنية، وهو ما وصفه بأنه "العلامة الفارقة" في سلوك العناصر الإرهابية، التي تلجأ إلى المواجهة العنيفة بدلاً من الاستسلام، على خلاف المجرمين الجنائيين الذين غالبًا ما يهربون أو يسلمون أنفسهم.
وبيّن أن المجموعات التكفيرية تتبنى فكراً يقوم على تكفير الدولة والمجتمع، وترى في الأجهزة الأمنية عدوًا مباشرًا، لذلك تسعى دائمًا إلى العمل السري، وتخزين السلاح، وتحضير المواد المتفجرة، وهو ما يفسّر طبيعة المضبوطات التي وُجدت داخل الموقع.
عائلة ذات سجل مرتبط بالقضايا الإرهابية
وكشف القضاة عن وجود سجل ممتد داخل عائلة الشقيقين، موضحًا أن والدهما كان ضمن المتورطين في قضية خلية إربد عام 2015 التي استشهد خلالها النقيب راشد الزيود، كما تورط أحد أقربائهما في قضية استهدفت مبنى دائرة المخابرات العامة مطلع الألفية.
ووصف القضاة ذلك بأنه امتداد فكري متوارث يقوم على تفسيرات خاطئة للنصوص الدينية، ويصب في إطار السلفية الجهادية التكفيرية التي تشرعن العنف.
وشدد على أن هذا الفكر "بالغ الخطورة”، لافتًا إلى أن بعض هذه العناصر قد تصل بها الحال إلى استخدام ذويها كدروع بشرية أو التخفي بلباس نسائي لتجنب الملاحقة.
دعوة لتعزيز الوعي الأمني
ودعا القضاة المواطنين إلى الإبلاغ عن أي مؤشرات أو سلوكيات مريبة قد تدل على انضمام أفراد لمثل هذه التنظيمات، مؤكدًا أن الوقاية المجتمعية عنصر أساسي في مواجهة الفكر المتطرف.
وكانت مديرية الأمن العام قد أعلنت فجر الأربعاء أن قوة أمنية خاصة داهمت مساء الثلاثاء موقعًا في لواء الرمثا يأوي المطلوبين، اللذين بادرا بإطلاق النار ما أدى إلى إصابة ثلاثة من أفراد القوة.
وأكدت المديرية أن التعامل جرى وفق قواعد الاشتباك، وأسفر عن قتل المطلوبين اللذين استخدما والدتهما كدرع بشري، قبل أن تنجح القوة في إبعادها دون تعرضها لأي أذى.
كما أسفرت عملية التفتيش عن ضبط أسلحة نارية وذخائر داخل الموقع.
رؤيا
تصميم و تطوير 