أكيد بنحكي عن "الباص” اللي شافه الكل عند دوار الشرق الأوسط، الباص الجامعي اللي صار مضرب مثل بعدد ركابه، مش بعدد كراسيه! مشهد يعجز عنه الخيال: طلاب أكثر من المقاعد، أجساد متلاصقة، ووجوه تبحث عن أوكسجين… كل ذلك تحت شعار "الجامعة المحترمة”.
المفارقة الساخرة؟ إن هذه الجامعة نفسها بتدرّس "النظام”، وبتنظّر على "الالتزام بالقوانين والتعليمات”، لكن على أرض الواقع… يبدو إن القوانين صارت "اقتراحات اختيارية”، والسلامة مجرد "حصة نظرية”.
من يفترض أن تكوني منارة للعلم والانضباط، هل من المعقول أن يخرج باصك بهذا الشكل المهين؟ هل تدركين أن ما يحدث استهتار بأرواح الطلبة قبل أن يكون مخالفة مرورية؟
المشهد تجاوز حدود الطرافة. صار يختصر حالنا العام: ازدحام، فوضى، ولا أحد يُحاسَب. كأننا في تدريب عملي على "فن التجاوز”، لا في رحلة جامعية نحو المستقبل.
المضحك المبكي أن هؤلاء الطلاب، اللي من المفروض يكونوا رمز وعي وانضباط، عم يتعلموا درس ثاني تمامًا: "هيك الأمور بتمشي بالبلد!”.
قبل ما نحكي عن الجودة والاعتمادية والاعتماد الدولي، خلينا نحكي عن الكرسي المفقود، وعن الطالب اللي واقف عند الباب وهو يفكر: "عن جد أنا في باص جامعة محترمة؟”.
دوار الشرق الأوسط شاهد على المشهد، والباص شاهد على الواقع، والجامعة… صامتة