في كل مرحلة من تاريخ الأردن الحديث، برزت شخصيات وطنية حملت الأمانة وأدت الواجب بشرف وإخلاص، ومن بين هذه الشخصيات يبرز اسم اللواء يوسف أحمد الحنيطي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية. رجل صنعته الميادين، وتدرج في سلاح الجو الملكي الأردني حتى بلغ أعلى المراتب، مستحقًا عن جدارة ثقة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
ينتمي اللواء يوسف الحنيطي إلى ذلك الجيل العسكري الذي نذر حياته للدفاع عن ثرى الأردن وحماية استقراره، فهو ابن المؤسسة العسكرية التي ظلت على الدوام العمود الفقري لأمن الوطن وسياجه الحصين. منذ أن خطت قدماه سلاح الجو الملكي الأردني في العام 1978، كان يسير بثبات نحو التميز، جامعًا بين الانضباط العسكري والقيادة الميدانية، وبين الإيمان العميق بالواجب والاستعداد الدائم للتضحية.
ملامحه ليست غريبة عنا، بل هي ملامح الأردني الأصيل، الذي نشأ في بيئة عنوانها الولاء والانتماء. ليس غريبًا أن نحب هذه الشخصية، لأنه يحمل ملامحنا في مواقفه وشجاعته وإخلاصه، ولأن حبه لجلالة الملك يعكس محبتنا نحن جميعًا لقائد المسيرة، فهو رجل يؤمن أن القيادة الهاشمية هي بوصلة الأمن والاستقرار والنهضة في هذا الوطن.
منذ أن التحق بكلية الملك حسين الجوية كمرشح طيار، كانت ملامح المستقبل الكبير تلوح في الأفق، فقد بدأ مشواره طيارًا مقاتلاً ثم مدربًا، قبل أن يتقلد مناصب قيادية داخل سلاح الجو الملكي الأردني. وقد كان له دور بارز في تطوير العمليات الجوية، حيث شغل منصب مدير العمليات الجوية، ثم مساعد قائد سلاح الجو للعمليات والدفاع الجوي، وصولًا إلى تعيينه قائدًا لسلاح الجو الملكي الأردني في عام 2016.
إن تعيينه رئيسًا لهيئة الأركان المشتركة في 24 يوليو 2019 لم يكن مجرد ترقية عادية، بل كان محطة مفصلية تعكس التحولات الاستراتيجية التي تتطلب قيادة ذات رؤية عسكرية متقدمة. فكونه أول رئيس أركان قادم من سلاح الجو، فهذا يحمل دلالات كبيرة على الدور المتنامي للقوة الجوية في منظومة الدفاع الوطني، وعلى قدرة الحنيطي على قيادة القوات المسلحة الأردنية وفق أحدث المعايير العسكرية العالمية.
منح جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ثقته للواء يوسف الحنيطي في لحظة دقيقة من تاريخ المنطقة، حيث تتزايد التحديات الأمنية والجيوسياسية، وتتطلب القوات المسلحة قيادة حازمة قادرة على التعامل مع كافة السيناريوهات بحكمة واحترافية. وقد أثبت الحنيطي خلال قيادته لسلاح الجو، ثم كرئيس للأركان، أنه رجل المرحلة، قادر على التكيف مع المستجدات، وصاحب رؤية تطويرية تعزز من جاهزية القوات المسلحة الأردنية وقدرتها على التصدي لأي تهديد.
ولا شك أن هذه الثقة تمتد أيضًا من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الذي يتابع عن كثب كل ما يتعلق بأمن الأردن واستقراره، ويحرص على أن تكون القوات المسلحة في أعلى درجات الجاهزية والتحديث.
الولاء ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو سلوك ومواقف تُترجم على أرض الواقع، واللواء يوسف الحنيطي خير من يجسد هذا المعنى. فقد كان على الدوام جنديًا في صفوف القيادة الهاشمية، مؤمنًا برسالتها، ومخلصًا للقسم الذي أداه بأن يكون الأردن في حدقات العيون.
حبه لجلالة الملك عبدالله الثاني ليس مجرد ولاء وظيفي، بل هو إيمان عميق بالنهج الهاشمي، واعتراف بما قدمته القيادة لهذا الوطن من استقرار ونهضة وعزة. وهو ذات الشعور الذي ينعكس في حب الأردنيين لجلالة الملك، لأنهم يرون فيه رمز عزتهم وقائد مسيرتهم.
عندما نتحدث عن شخصيات وطنية تستحق الاحترام والتقدير، فإن اللواء يوسف الحنيطي يأتي في مقدمة هذه الأسماء، ليس فقط بحكم منصبه الرفيع، ولكن لأنه رجل عمل واجتهد وأثبت أن القيادة العسكرية مسؤولية عظيمة تتطلب الإخلاص والتفاني.
هو ليس مجرد قائد عسكري، بل هو أحد رجالات الدولة الذين يحملون على عاتقهم حماية الأردن واستقراره، ويعملون ليلًا ونهارًا ليبقى هذا الوطن شامخًا آمنًا تحت راية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
كل التحية والتقدير لهذه الشخصية الوطنية المتميزة، ونسأل الله أن يوفقه في مهمته، وأن تبقى قواتنا المسلحة الأردنية الدرع الحصين لهذا الوطن الغالي.