2024-11-24 - الأحد
00:00:00

رياضة

نصيب .. قصة كفاح تكللت بنجومية يسطع بريقها مع "النشامى"

{clean_title}
صوت عمان :  


ما يزال المدافع "الشرس" عبدالله نصيب يروي قصصا النجاح، حيث خطف أنظار المتابعين بفدائيته الدفاعية مدافعا بشرف عن قميص المنتخب الوطني، ضمن كتيبة "الرعب" التي سطرت الإنجاز الأروع في تاريخ الكرة الأردنية، وهي تقف على ناصية الحلم بلقب كأس آسيا لكرة القدم، عندما تواجه المستضيف منتخب قطر في المباراة النهائية، التي تقام مساء اليوم السبت على ستاد لوسيل.

ويروي عمه أحمد نصيب تفاصيل مثيرة تستحق الوقوف عندها طويلا عن قصة كفاح النجم عبدالله، وتحكي عصاميته بالفخر والاعتزاز.

وقال أحمد: "يتصف عبدالله بالهدوء وتجده طفلا بريئا عفويا خارج الملعب، وهو الذي طارد النجومية بالإرادة والتحدي منذ الصغر، رغم حصار الظروف الاجتماعية الضاغطة، وتحمله أعباء رعاية عائلته رغم أنه

السادس بين أشقائه، بعد وفاة والده رحمه، حتى أنه في بداية مشواره كان عاملا في مطعم بحثا عن رزقه وعائلته".

وحظي عبدالله نصيب ابن 30 ربيعا، بالإعجاب والإشادة لموهبته وجرأته وبسالته الدفاعية منذ نعومة أظفاره، حين لفت الأنظار من خلال لعبه في حارات العقبة، وهو ابن لعائلة رياضية حين دافع عمه أحمد نصيب عن مرمى العقبة خلال الثمانينيات والتسعينيات، لذا تنبهت عائلته إلى موهبته، والتحق بمراكز الأمير علي للواعدين وهو في الثانية عشرة من عمره، وواصل عبدالله رحلة الكفاح بين الدراسة والعمل، والبحث عن أحلامه الكروية، حيث انطلق من صفوف فريق خليج العقبة وهو ابن 17 ربيعا، وطوع الصعاب مع فرقه السنية، حتى وصل إلى صفوف الفريق الأول الذي شاركه منافسات الدرجة الثالثة لـ4 مواسم.

ولم ينل اليأس من الهادئ الخجول خارج الملعب، والشرس داخله، من تصميم عبدالله الملقب بـ"ديارا"، وعمد إلى تقديم موهبته بين الكبار، عندما لعب لفريق ذات راس في دوري المحترفين بالموسم 2017-2018، وقدم وثائق اعتماد نجوميته الدفاعية إلى المنافسين، ورغم توقيعه 3 مواسم، إلا أن عين الرمثا اصطادته لينهي عقده بالتراضي مع ذات راس، مشاركا "الغزلان" في أجمل المباريات.

الضائقة المالية دفعت نصيب إلى فسخ عقده مع الرمثا، وصعد أعلى درجات النجومية بتوقيعه للوحدات حيث الألقاب والجماهيرية، وبدأ يسرد فصولا جديدة من قصة نجاحاته مع "الأخضر"، بقيادة المدير الفني وقتها عبدالله أبو زمع، وقدم أداء رائعا، توجه بمشاركة الأخضر التتويج بالدرع والدوري العام 2020، وكأس السوبر 2021، وغنت له الجماهير طويلا، خصوصا عندما سجل هدف الفوز الثمين للوحدات، برأسية متقنة في مرمى الفيصلي ضمن مسابقة الدرع.

وتواصلت النجاحات في رحلة عبدالله صاحب القلب البريء، والابتسامة الجميلة، وبالتحديد في مصر، خصوصا وأن والدته من أصول مصرية، وتزوج ابنة خالته، ليوقع لموسم ونصف على كشوفات الاتحاد السكندري، الذي لعب معه لنصف موسم، ودفعه إصرار الحسين إربد على ضمه بالموسم الحالي، لفسخ عقده بالتراضي ومواصلة ابداعاته في صفوف الفريق الأصفر، الذي يعيش أفضل أحواله، باعتباره النادي الأكثر استقرارا ماليا، وصاحب التاريخ والجماهيرية، ويضم في صفوفه نخبة نجوم الكرة الأردنية، ويتصدر حاليا دوري المحترفين برصيد 28 نقطة من أصل 10 مباريات، ويسجل الأرقام القياسية حيث فاز بـ 9 مباريات، وتعادل بواحدة، ولم يتذوق طعم الخسارة، وهو الأقوى هجوميا بـ22 هدفا، والأقوى دفاعيا بمساهمة ديارا، فلم تهتز شباكه سوى مرة واحدة.

وحول أسباب النجاحات ورحلة صعود "ديارا" الصاروخية إلى النجومية الكروية، أجاب عمه أحمد: "التوفيق من الله بالتأكيد، لكن عبدالله صبر على مرارة الحياة ونال نتاج صبره، ولعل بره لوالدته، وتحمله مسؤولية إعالة عائلته، إلى جانب التزامه الديني باعتباره من أهل الفجر، ويجيد ترتيل القرآن بصوته الرائع، الذي يجعلنا نقدمه ليصلي فينا في أغلب الأوقات، إلى جانب حسن تربيته وأخلاقه وتحمله المسؤولية، والتي يضاف إليها صفات الإصرار والتحدي، وهو لا يعرف اليأس بالمثابرة والاجتهاد، ودائم التفاؤل، وايمانه بموهبته، وما لقي من دعم معنوية من عائلته، كل هذا ساهم في صياغة شخصيته".

وإن تجلت ابداعات المدافع نصيب مع "النشامى"، في أروع صورها خلال كأس آسيا 2023 التي تختتم اليوم في قطر، الذي شاركه أساسيا لتحقيق الحلم الأردني التاريخي مع العبور إلى النهائي، بأداء لافت وخلاب، ومساهمته في تسجيل هدف الفوز الثمين أمام طاجيكستان برأسيته المتقنة التي أكملها المدافع بالمرمى، والعبور إلى دور نصف النهائي، إلا أن عبدالله حاز على اعجاب المدراء الفنييين المتعاقبين على القيادة الفنية للنشامى، واستدعي للمرة الأولى خلال تمثيله ذات راس منذ 2018، من قبل المدير الفني للنشامى وقتها عبدالله أبو زمع، وقبلها شارك منتخب الشباب في كأس آسيا، وكان ضمن خيارات البلجيكي فيتال بوركيلمانز في نهائيات آسيا بالإمارات 2019.

وتفسر الأرقام المسجلة بإسم المدافع عبدالله نصيب، خلال النسخة الحالية من كأس آسيا، سيره على طريق الإبداع والتألق، حين لعب 6 مباريات أساسيا ولم يتم تبديله بمجموع 540 دقيقة، ونجح في 12 تدخلا مسجلا نسبة نجاح بلغت 63.2 %، و7 تصديات ناجحة للكرة، و7 اعتراضات ناجحة للكرة، و253 تمريرة ناجحة بنسبة نجاح 82.1 %، وارتكب 8 مخالفات واحتسبت له 4 مخالفات، علما بان رصيده خال من البطاقات.

ويقول عمه أحمد عن صدى انتصارات وانجاز "النشامى" التاريخي، ومستوى ابن أخيه اللافت على مستوى العائلة والمحافظة العقبة: "مصدر الفخر الوطني لا ينتهي بكل نشمي، ساهم في تسطير الانجاز التاريخي للوطن والكرة الأردنية، لكنها لحظات تعجز الكلمات عن وصفها، حين رأينا الحلم أصبح حقيقة، والنشامى على بعد خطوة من كأس آسيا، ونتمنى أن تتوج مسيرة النشامى المميزة بحمل الكأس الذي يستحقه الأردن".

وأضاف: "نتابع المباريات في تجمعات عائلية، وبالمناسبة عبدالله الخلوق المتواضع تأسره حدود العائلة، لذا نحييها وكأنه بيننا، وتتعالى صرخات المساندة والتحفيز، والتصفيق مع كل هدف وفوز أردني، ولقطة مبدعة لنصيب، في سهرات فرح لا تنتهي، وتأم بيتنا الجموع لتقديم التهنئة والإشادة بمستوى اللاعبين بشكل عام، وعبدالله بشكل خاص، لينتقل الفرح إلى مناطق العقبة التي لا تنام مع كل انتصار أردني وانجاز جديد للنشامى في النهائيات الآسيوية، فضلا عن اتصالات التهئنة التي تقدمها عائلته له، بعد كل مباراة".

وأصبح النجم عبدالله نصيب، مطلوبا على طاولة المفاوضات لدى العديد من الأندية العربية، حيث تدور المعلومات عن وجود مفاوضات جادة بين الأهلي القطري والحسين إربد، لشراء عقد "ديارا" الذي يمتد مع "الغزاة" حتى الموسم المقبل.

الغد