نشاهد ونتابع بين فترة وأخرى برامج ومقابلات تلفزيونية تقوم بها بعض القنوات التلفزيونية بتوجيه سؤال لعدد من المواطنين عن مدى معرفتهم لاسماء رئيس الوزراء ووزراء الحكومه وتكون معظم الاجابات بعدم معرفتها ويكون ذلك مجالاً للتندر والاستغراب لدى مقدمي تلك البرامج .
إن الدهشة من عدم معرفة الاسماء تكون محقه عندما يكون هناك دور واضح ومباشر او غير مباشر للمواطن في اختيار من يتبؤا هذا المواقع من خلال صناديق الاقتراع بانتخابات حرة ونزيهة على أساس برامج وسياسيات وخطط تطرحها الاحزاب والقوى السياسية وهذا ما تحدث عن جلالة الملك المعظم في أكثر من مناسبة لذلك جاءت خطة ورؤية التحديث السياسي لتعزيز وتطوير آليات اختيار من يشغل الموقع النيابي أو الوزاري ليكون المقعد النيابي للحزب وليس للشخص ويتم تسمية واختيار رئيس الوزراء والوزراء على أساس الاغلبيه النيابية
إن العلاقة بين المواطن والمسؤول قائمة على اساس التزام المواطن بالقانون وعلى التزام المسؤول بتلبية طموحات ومطالب المواطنين وتوفير الخدمات و تحقيق مستوى معيشي ودخل يتناسب مع الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية.
لقد إكد جلالة الملك مرارا وتكرارا على ضرورة العمل الميداني والتواصل المباشر من قبل الوزراء مع المواطنين بكافه فئاتهم لكن - للأسف - كنا دائما نرى استجابة الحكومات المتعاقبة عبارة عن هبات وردود افعال في هذا الجانب وسرعان ما يعود الوزراء لتقوقع في مكاتبهم بل نجد احياناً بعض الوزراء يخشى من هذا التواصل لعدم قدرتهم على احتواء واستيعاب بعض وجهات النظر وبعض الاراء الغاضبة احياناً
واضرب مثلاً هنا ويمكن تعميمه على العديد من الوزراء وهو وزير الشباب الذي اعتقد أن جلّ عمله يجب ان يكون ميدانياً وبأحتكاك مع الشباب في الميدان وأن يقتصر العمل المكتبي على أضيق نطاق ولابد من تنظيم جلسات حواريه مع الشباب في مختلف مواقعهم والاستماع الى وجهات نظرهم وغضبهم والدخول في جلسات عصف ذهني والخروج بنقاط التقاء مشترك وتنفيذ ما يمكن تنفيذه من أفكارهم ومشاريعهم بحيث تكون البرامج والنشاطات والمشاريع الموجهة للشباب نابعة من عندهم وبناء على حوار معمق معهم ليشعر الشباب إن لهم دور رئيس في انتاج وصنع القرار والسياسات والبرامج
خلاصه القول أنه قبل معرفة اسماء الوزراء مطلوب من الوزراء معرفة الناس بالعمل الميداني والمضي قدماً بخطه التحديث السياسي والاداري والاقتصادي وعندها لن نحتاج للسؤال عن الأسماء بل عن السياسات و البرامج التي سيحاسب المواطن الحكومه على أساسها من خلال صندوق الاقتراع .