لا تدخل في سبات شتوي، لدّغتها قد تكون قاتلة، تلجأ إلى الأماكن الرَطِبة أو أسفل الصخور، تُهاجم بشكلٍ مباغت، الأفاعي في الأردن، مدى سميتها، والأمصال المتوفرة للعلاج.
يوجد في الأردن 38 نوعاً من الأفاعي المختلفة، سبعة منها شديدة السمية، و9 أنواع من الأفاعي ضعيفة السمية، و22 نوعا غير سام نهائيا لا يحمل غدة سم ولا أنياب، وفق الأرقام الرسمية.
وتنتشر هذه الأنواع في أماكن متفرقة من المملكة، وتزداد التحذيرات من التعرض للدغاتها في مواقيتٍ معينة من العام، لا سيما مع انتشار الرحلات إلى المناطق النائية في فصل الربيع والصيف.
مدى فاعلية الأمصال المتوفرة في المملكة
رئيس قسم تسجيل الأمصال في مؤسسة الغذاء والدواء ورئيس قسم الأمصال في وزارة الصحة سابقاً، الدكتور علي مهيدات قال إنَّ الأردن يستورد المصل "الهندي" الذي يغطي أنواعاً معينةً من الأفاعي بشكلٍ نوعي، وأنواع أخرى بشكل غير نوعي وأنواع أخرى لا يغطيها.
في حين أشار خبير الأفاعي ياسين الصقور إلى أنَّ المصل الهندي غير فعال ضد لدغات الأفاعي السامة، وأنه يلجأ إلى جلب بعض الأمصال من دول مجاورة بجهوده الخاصة لإنقاذ المصابين.
مهيدات عادَ وأكد في حديث له مع التاج الإخباري على أنَّ الأمصال متوفرة في كافة مستشفيات وزارة الصحة، والمستشفيات التابعة للخدمات الطبية الملكية، عدا عن امكانية توفيره لمستشفى الجامعة الأردنية ومستشفى الملك المؤسس في حال طلبه من قبلهم.
وأوضح أن المستشفيات الخاصة لا يوجد بها أمصال ضد لدغات الأفاعي، مبيناً أنَّ المصل الهندي فعال ضد غالبية الأفاعي الموجودة في الأردن مثل أفعى فلسطين وغيرها.
وفي ذات السياق ذكر مدير عام مؤسسة الغذاء والدواء نزار مهيدات في وقت سابق أن المؤسسة بصدد توقيع اتفاقية مع شركات لجلب مصل مضاد للدغة الأفعى المنشارية، حيث يحصل الأردن حالياً على هذا المصل من دول الجوار.
ومضاد السم هو المصل أو المضادات (مضاد للسموم) وهو دواء مصنوع من الاجسام المضادة التي تستخدم لعلاج لدغات ولسعات سامة، ويتم استخدامها فقط في حالات السمية العالية ولها اخطار سمية كبيرة، وتعتمد هذه الاجسام المضادة على نوع السم ( كل سم له جسم مضاد خاص به) وتعطى للمصاب عن طريق الحقن.
كيفية التعامل مع الأفاعي
خبير الأفاعي ياسين الصقور قال لـ"التاج" إنَّه يوجد في الأردن 37 نوعاً من الأفاعي، منها نحو 30 نوعاً يحافظ على حياة الإنسان من خلال افتراسه للقوارض والأفاعي السامة ويكون نشاطها في ساعات النهار، مما يجعلها عُرضةً للقتل من قبل المجتمع المحلي.
وأوضح أن هنالك نقص توعية واضح من قبل الجهات المعنية فيما يتعلق بأساليب التعامل مع الأفاعي السامة أو غير السامة، وأماكن تواجدها.
الصقور أوضح أنه تم اكتشاف نوع جديد من الأفاعي مؤخراً أطلق عليه اسم أفعى "التاج الأردني"، وهو نوع غير سام، منبهاً إلى ضرورة عدم الإقتراب من الأفاعي بغض النظر عن نوعها، والتواصل مباشرةً مع الدفاع المدني للتعامل مع الموقف.
وادّعى أنَّ الخبراء في مجال الأفاعي يحصلون على أمصال مختلفة وفعالة ضد اللدغات من دول مجاورة بمجهوداتهم الشخصية؛ نظراً لعدم توفرها في المملكة.
ورداً على عدم فاعلية الأمصال قال رئيس قسم تسجيل الأمصال في مؤسسة الغذاء والدواء، الدكتورعلي مهيدات إنَّ من يدعون أنهم خبراء في مجال الأفاعي يأخذون معلوماتهم عن الإنترنت، مشيراً إلى أن هذه الأدوية حساسة.
وتساءل عن ظروف التخزين والشحن للامصال التي يملكها بعض من يدّعون أنهم خبراء في مجال التعامل مع الأفاعي، والتي قد تكون وفق حديثه غير ملائمة.
أكثر من 500 حالة لدِغ.. وفريق في المحافظات للتوعية
الصقور قال إنه تعامل مع أكثر من 500 حالة لدغ، معظمها تبين أنها جاءت بالأطراف الأمامية وهو ما يدل على أنَّ الإنسان هو من حاول امساك الأفعى.
وتابع، "تعاملت هذا الأسبوع مع أخطر حالة لدغ للطالب تميم في مدينة إربد، حيث أنه وبعد إعطائه المضاد الهندي والسعودي ازدادت حالته سوءاً، مما دعا عائلته للتفكير بنقله إلى مستشفى هداسا بالقدس المحتلة".
وبين أنه قرر اعطاء الطفل أخر جرعة مصل يملكها والمخصصة لأفعى فلسطين، حيث أعطى المصل وفق حديثه مدير مستشفى رحمة، لتبدأ بعد ذلك الحالة الصحية للطفل بالتحسن.
وأوضح أنه يقدم محاضرات توعوية حول آليات التعامل مع الأفاعي في المدارس والجامعات كما وشكل فريقاً للتوعية في مختلف المحافظات، موضحاً أن الجهود المبذولة من قبل الخبراء كلها جهود شخصية.
الزراعة: واجبنا الحفاظ على الحيوانات المهددة بالإنقراض
وفي وقت سابق أكّدت وزارة الزراعة أن "أفعى فلسطين" من أنواع الأفاعي المُهدّدة بالانقراض في الأردن، وفق ما أفاد الناطق الإعلامي باسم الوزارة لورنس المجالي.
وقال المجالي إن وزارة الزراعة أدرجت "أفعى فلسطين" - وهي من الأفاعي السامة - على قوائم الحماية، بحيث يُمنع اقتناؤها أو بيعها أو المتاجرة بها.
وأوضح أن أعداد هذا النوع من الأفاعي بسيطة جداً، وهي مهددة بالانقراض ولا نشجع على قتلها وهي تتواجد بمناطق نائية وتحديداً في المناطق الغورية والشفا غورية والصحراء حيث تتغذى على الزواحف والجراذين والفئران.
وبيّن المجالي أن لا موائل لهذا النوع من الأفاعي بشكل تقليدي كون هنالك غزو عليها من التجمعات السكانية، وأشار إلى أن "الزراعة" تعمل على حماية التنوع الحيوي، قائلاً "واجب وزارة الزراعة الحفاظ على تنوع المخلوقات، التي باتت بشكل عام مهددة بالانقراض داخل أراضي الأردن وبخاصة الزواحف".
وعن الأفاعي بشكل عام وأماكن تحركها، قالت الوزارة "تعيش الأفاعي في المناطق الغورية والشفا غورية، وهي تساهم في المحافظة على التنوع الحيوي، وفي التخلص من الكثير من الجراذين والفئران التي تؤذي المزارع".
ولفت إلى وجود نحو 10 أنواع من الأفاعي في الأردن جلها غير سامة، مثل "الحنشان السوداء المنتشرة بالأغوار ومناطق شفا غورية وفي عجلون وهي تتخلص من الآفات والمخلوقات التي تؤثر على المزروعات".
وبين أن هنالك أفاعي مثل "الرقطاء" و"العادية" وهي غير سامة وتكون بعيدة عن المناطق المأهلولة حيث تبتعد عن الضوضاء وتكاد تخلو من المدن بسبب التوسع العمراني، وتستوطن في تجمعات الطيور والدواجن، حيث إنها تستهلك البيض والزغاليل والسحالي والزواحف الأخرى، ويمكن أن تظهر في الغابات الكثيفة.
وأوضح المجالي أن نشاط الأفاعي يخف في فصل الشتاء كونها من ذوات الدم البارد، حيث تأخذ وضعية (البيات) من شهرين إلى ثلاثة شهور، وتظهر بالربيع مع ارتفاع درجات الحرارة بعد انقطاع لشهور عن الطعام فتظهر للأكل.
وأشار إلى أن الأفاعي في الأردن ليست منتشرة بكثافة، ولكن يتم تسليط الضوء عليها عندما يتم العثور على أيّ منها، حيث تأخذ حيزاً ومساحة من حديث الناس.
أماكن انتشار الأفاعي السامة في الأردن
الأفاعي ذات السمية في الأردن وفق الجهات الرسمية هي أفعى فلسطين، أفعى الحراشف المنشارية، أفعى الأسود الخبيث، أفعى الصل الأسود، أفعى فيلد، أفعى القرناء العربية، والأفعى البيضاء السورية.
وتختلف مدى سمية هذه الأفاعي وأماكن انتشارها في المملكة على النحو الآتي:
1. أفعى فلسطين (Daboia palaestinae)،
سمها يعمل على تخثر للدم، الحد الأقصى لطولها 135 سنتيمتر، وبيئتها هي عجلون وجرش واربد والكرك والسلط والاغوار، وتهرب من الزحف العمراني إلى المناطق الوعرة.
2. أفعى الحراشف المنشارية (Echis coloratus)، وسمها يعمل على تميع للدم، والحد الأقصى لطولها 85 سنتيمتر، وتعيش في مناطق الأغوار وشبه الأغوار.
3. أفعى الأسود الخبيث (Atractaspis engaddensi)، وهي من الأنواع الحفاره وتستخدم جحور الفئران مأوى لها، وسمها يعمل على تلف في الأنسجة، الحد الأقصى لطولها 70 سنتيمتر.
4. أفعى الصل الأسود (Walterinnesia aegyptia) وهي من أنواع من الكوبرا، وسمها عصبي، والحد الأقصى لطولها 100 سنتيمتر، وموجودة في أكثر مناطق الاردن ولكن بأعداد اقل من افعى فلسطين وافعى الحراشف.
5. أفعى فيلد (Pseudocerastes fieldi) وسمها يهاجم الدم بشكل رئيسي، والبيئة التي تسكنها في المفرق والموقر و وادي العش، والحد الأقصى لطولها 85 سنتيمتر.
6. أفعى القرناء العربية (Cerastes gasperetti)،
وهي أفعى صحراويه تعيش في المناطق الرملية، وسمها يهاجم الدم بشكل رئيسي، والحد الأقصى لطولها 85 سنتيمتر
7. الأفعى البيضاء السورية، وتعتبر سامه جدآ، وسمها يهاجم الدم بشكل رئيسي، ومن الممكن أن يصل طولها 170 سنتيمتر، وتوجد في محافظة الطفيله جنوب الأردن فقط، وفق المعلومات الرسمية.