في غفلة من الزمن تنهال الاتصالات تضج مواقع التواصل الاجتماعي "فلان قد مات " صدمة ،بكاء، نحيب..عدم تصديق للخبر ، يهرع اهل المتوفى الى المستشفى وبعض أقاربه الى المنزل بإنتظار قدومه بإنتظار اللحظات الاخيرة ، يدخل اثنان من المقربين والمغسل او المغسلة لتغسيل المتوفى ثم يقومون بتكفينه ، في هذه اللحظات كل شيء يسير سريعاً ، يأتون بالميت الى بيته ، هنا وفي اللحظة التي يضعون فيها المتوفى امام اعين ذويه والاقارب تتوقف عقارب الساعة عن الحركة يصمت كل الكون لا يبقى امام اعينهم سوى انها المرة الاخيرة ، يطبع احدهم قبلة على جبينه ليعود الى حمله والذهاب به الى المقبرة ، في هذه الاثناء يبدأ الدعاء للميت ، المقربين منه جداً يبكونه يستذكرون كل لحظة جمعتهم فيه وكل ما قدم من خير .
يأتي وقت الغداء هنا يتغير كل السيناريو تعود تكات الساعة للحركة يبدأ المعزين بالاكل ، اما اهل المتوفى فيقومون بالاهتمام بالمعزين والترتيب بعد الغداء وتوزيع القهوة السادة والتمر واستقبال وتوديع المعزين الى ان ينتهي اليوم الاول .
ليبدأ اليوم الثاني والثالث بتكرار نفس السيناريو من الصباح الى المساء بالاضافة الى حديث النساء " كم ولد عندك ؟ ... كم بنت دارسة عندك ؟ .. كم راتب زوجك المغترب ؟ .. سلميلي على بنت خالة عمة ابوك... اما تلك التي تأتي لتتصيد العرائس لابنها فهذه لا دنيا ولا دين " .
ينتهي العزاء بخسارة فقيد وخسائر مادية على غفلة غير مخطط لها كما الاعراس ، وتعب وارهاق وحزن بادية على وجوه اهل المتوفي ، من بعدها تستمر الحياة بالشكل الطبيعي الذي كانت عليه وينسى الميت لا يبقى معه سوى ما فعل لهذا اليوم من خير يستمر بعد مماته فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث :- صدقة جارية ، او علم ينتفع به ، او ولد صالح يدعو له " .
من هنا يجب الاستمرار على ما جاءت به كورونا لعادات بيوت الاجر مع اضافة بسيطة ان تصبح بيوت العزاء كما الاعراس تحدد بوقت معين ساعتان بعد العصر يأتي المعزين يقومون بواجب العزاء مع صوت القران يصدح فالمكان حتى لا يكون هناك أي مجال لاحاديث جانبية ، واجزاء من القران توزع عن روح الفقيد ومن ثم احضار واعظة تطرح درس من دروس الدين لاخذ العبرة والعظة ومن ثم الدعاء للميت ، لان اهل الفقيد لايوجد أي كلمة مواساة تمسح على قلوبهم فلماذا نزيد على عاتقهم كل هذا التعب فوق احزانهم .