2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

الدكتور صياح العبادي يكتب "الاستثمار والشباب..والنظرة إلى الأعمال الريادية"

{clean_title}
صوت عمان :  


على مدار سنوات طويلة، كان الجميع يتحدث عن الثروات الطبيعية المحدودة في الأردن، وطريقة التوجه نحو الريادة والابتكار في إتاحة فرص عمل جديدة وإقامة استثمارات محلية تعمل على التطور نحو مستقبل زاهر، إلى جانب التفكير نحو جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية ورؤوس الأموال للاستثمار لدينا.

وبسبب الظروف الاستثنائية الصعبة التي خلفتها جائحة كورونا، تعمقت الأزمة الاقتصادية في الأردن وارتفعت معدلات البطالة، وبالرغم من السعي الحكومي نحو تقليص هذه الصعاب، إلا أنه لا تزال الأزمة مستمرة وتحتاج لحل جذري والذي يكمن في اتجاهين؛ الأول والذي يتعلق بزيادة الاستثمار ، والثاني وهو الأهم ،الاهتمام وفتح المجال أمام الأعمال والمشاريع الريادية والاهتمام بالشباب ، للابتعاد عن ارتفاع نسب البطالة بشكل مستمر، خاصة وأن الأردن يمتلك العامل الأساسي والهام في انجاح أي مشروع ، والذي يعززه ذلك بوجود الانسان المؤهل والمدرب، والعديد من الرياديين الذين أسسوا مشاريع لاقت صدى على مستوى العالم ككل.

كما لا بد من التأكيد على الشراكة مع القطاع الخاص، والتي ستساهم في تحقيق تنمية مستدامة متوازنة تحقِّق لطرفي الشراكة أهدافهما في الاقتصاد الوطني.

النظرة العامة للواقع الحالي يشير إلى وجود مؤشرات تؤكد أن هناك تغييراً في النهج الحكومي، نحو تحقيق الأفضل وما يطالب به عبر مر السنين السابقة من إيجاد بيئة وقاعدة صلبة للاستثمار بشقيه المحلي والخارجي، والتأكيد على أهمية توجه بشكل أكبر نحو الإصلاح الاقتصادي بمفهومه العام، خاصة وأننا نمتلك قطاعات هامة وكبيرة، وبالإمكان تحقيق المزيد وذلك لا يحتاج لمعجزات، بيد أن الوقت لا يسمح بالمزيد من التأخر أو التردد.

نحن بحاجة إجراء تغيير جذري وجريء في بيئة الاستثمار والحوافز المقدمة له، والأهم إعادة النظر بشكل كامل في الأعمال الريادية والتي ستساهم بذلك، وتصب في مصلحة الوطن والتخفيف من حدة أرقام البطالة التي أصبحت تسبب هالة من القلق والخوف لدى الكثيرين، في ظل امتلاك الأردن للعديد من الطاقات الشبابية والتي تحتاج للمزيد من الدعم الحكومي وكافة الجهات المختلفة، والعمل بنهج جديد قابل للتطبيق بوتيرة أكبر وإنجاز أكبر وبحركة أكثر رشاقة.

في الأردن يحق لنا أن نحلم بواقع استثماري أفضل يضمن المستقبل الزاهر للبلد وللشباب، وذلك بالعمل الجاد على تسهيل الأعمال، وتحسين مؤشرات الاستثمار، والأهم إعادة النظر بالطرق التي تتعامل بها الحكومة مع الأعمال الريادية وخاصة لدى الشباب..