تحدثنا كثيرا عن رجالات الدولة الذين نفتقدهم كثيرا خاصة في الازمات وعند المنعطفات الحادة والتحديات التي تعرض لها الوطن.
كما تعددت الآراء حول تعريف محدد للنخب ورجالات الدولة الذين تم تغييبهم او غيبوا انفسهم عن المشهد بقصد مبتعدين عن الاشتباك مع الاحداث، اما تجنبا للنقد لانهم كانوا جزءا من صناعة القرار في بعض الأوقات في وقت كثر هذا النوع عبر التواصل الاجتماعي وفضائه المفتوح الذي اعتقد البعض بانه مباح، او عتبا على ابعادهم.
وبعيدا عن السجال في هذا الموضوع الذي تم تناوله كثيرا سواء من كاتب هذه السطور او من غيره من الكتاب والصحفيين نجد انفسنا نتحدث عن احد رجالات الدولة واحد اعضاء الحكومة الحالية نائب رئيس الوزراء وزير الادارة المحلية توفيق كريشان، لنتاقطع على التعريف المناسب والحقيقي لانه مهما اختلفنا على تعريف رجل الدولة فستجده ينطبق عليه فهو السياسي المخضرم خبر السياسة وفن إدارتها لا يعرف الا الاردن دون اجندات شخصية او اطماع.
الباشا توفيق الذي ورث لقب الباشوية ابا عن جد، الشخصية الاجتماعية الشعبية التي يتفق عليها الجميع لنشاطاته الاجتماعية وقربه من الناس وشعوره بهموهم ومشاكلهم حاملا مشروعا اجتماعيا توافقيا بنكهة سياسية ووطنية.
وعند الحديث اليه تلمس اهمية هذا المشروع لحرصه على مساعدة الناس وتلمس مشاكلهم فهو القريب منهم الذي عاش بينهم واكل من خبزهم وحس بوجعهم بعد ان غاص في تفاصيلهم لانه يشاركهم مناسباتهم من افراح واتراح.
شخصية كم افتقدناها فقد خبر الباشا الاردن بكل مدنه وقراه ومخيماته وبواديه بعشائره وعائلته، يعرف الجميع كما يعرفه الكل من شمال وجنوب الاردن.
كريشان وزير الادارة المحلية الذي يعرف جميع بلديات المملكة ورؤساءها ويعلم كل خبايا وتحديات هذا القطاع لخبرته العملية الطويلة ولحنكته السياسية والعلاقاته الاجتماعية، يعمل ضمن خطين متوزايين، النهوض في البلديات وتحسين اوضاعها عبر الشراكة مع القطاع الخاص الذي يعتبره ضروري لاي تقدم، دون ان يثقل على الناس في عملية تحصيل اي ذمم مترتبة عليهم داعيا الى التقسيط والتسيير. مشكلا اضافة نوعية في الحكومة الحالية ورافعة اساسية تسجل لرئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة.
يتحدث اليك كرجل دولة ووزير مخضرم يثق بنفسه دون الغاز خاصة عند حديثه عن رئيسه بكل احترام مدافعا عنه بالحجة والبرهان دون مواربة او تصيد كما يفعل الكثيرون. فلا اطماع له الا ان تنجح هذه الحكومة بعملها وتحقق انجازات تلبي طموحات الناس والقيادة اولا واخيرا فلا تغريه بهرجة المناصب بعد ان تقلب على الكثير منها.
برلماني يعرف كيف يتعامل مع البرلمان دون ازمات او تعقيد لحنكته السياسية ولعلمه بدور البرلمان واهميته في الحياة السياسية ونجاح اي حكومة، فهو الذي كان احد اعضاء البرلمان بشقيه في دورات سابقة، لم يغب عن النواب او الاعيان الا اذا كان في الحكومة.
شخصية اجتماعية تجده في جميع مفاصل الدولة وتفاصيلها لم يغب عنها او عن قضاياها يوما، يشتبك مع الجميع لمصلحة الدولة والمساهمة بحل عقدها.
وزير يعلم تماما اهمية الاعلام ودوره في الحياة العامة وخدمة اهداف الدولة يدافع عنه بكل لقاء او جلسة حتى داخل الحكومة، لذلك تجده بعيدا عن سهام النقد في اي موقع او منصب تبوأه لان له مكانة في قلوب الاردنيين اينما كان، شخصية يصعب اختراقها لنقائها وبساطتها التي تمثل الاردنيين.
كريشان الوزير والسياسي الاجتماعي سجل نقاطا كثيرة لمصلحة الاردن، رجل الميدان الذي يتجول بين بلدياتها في جميع أنحاء المملكة بكل ثقة لا يجد الا الاحترام والتقدير، له بصماته اينما وجد لديه قدرة على اطفاء الحرائق في اي مكان، ياتي بنكهة اردنية صادقة ويغادر الموقع دون ان يذهب لتبقى بصماته شاهدة عليه.
هذا الوزير الجنوبي الذي يصعب تصنيفه او احتسابه على منطقة او جماعة، لا يتعامل الا بأردنيته التي لا تقبل القسمة الا على واحد.
نعم ها هم رجال الدولة الذين نحتاجهم اليوم بعد ان اثبت لنا الباشا انهم موجودون.