مقالاتي عن الأمن العام، لو راجعت آخر 5 مقالات منها وربما أكثر، لوجدت فيها من بين الأفكار التي تضمنتها، فكرة استقرار وتطور اداء الأمن العام بطريقة لافتة جدا، وذلك مع تمام علمي بأن جهازا امنيا عسكريا منظما، ومسؤولا عن أمن بلاد وارواح وممتلكات عباد، همه الاول تحقيق هذا المطلب، وصولا إلى استقرار دائم كامل .. لكن أن يكون اداء ملهما، فهذه نتيجة ربما لم يسع إليها الكثيرون، فهو لا ينافس أحدا، ولا يريد او ينزع لتسجيل مواقف وإنجازات من أجل نجاح في مقارنات من أي نوع.
أمس؛ كنت مسترخيا في منزلي، أقلب بين يدي مضرب (بيسبول)، ولم يسرح خيالي الا بآفاق أمنية وتنويرية، وفيها مقارنات ليست لصالحنا بصراحة، وذلك مع اعترافي بان لا إحصائيات ولا معلومات لدي من أجل الاستنتاج الأقرب إلى الدقة..
قال لي ابني الأصغر، خليه معك بالسيارة، وذلك بعد أن قلت له: لماذا أبحث عن المضرب وقت الغضب ولا أجده؟!.. فضحك الولد بعد أن فهم المراد، وأجابني بتلك الفكرة، فقلت له (إلا هذي)، فتساءل لم، فقلت له بأنني لن أضعه في السيارة، لأنني لا بد سأستعمله في موقف ما، فشوارعنا هذه الأيام لا تطاق.. ثم قلت له: تخيل لو أن لعبة البيسبول شعبية ككرة القدم عندنا، كم شخص ستتهشم عظامه ونفقده بسبب سورة الغضب و(فورة الدم)؟ ستكون هناك حصيلة عن المقتولين والمشلولين والمشوهين بسبب استخدام مضرب بيسبول في مشاجرة.. وقد تكون هناك حصيلة فعلية من هذا النوع في البلدان التي تشهد فيها هذه اللعبة اهتماما من سكانها، لكنها بأي حال ستكون ضئيلة مقارنة مع نظيرتها عندنا لنفس الفترة من الانتشار الافتراضي لها، فنحن يسهل استفزازنا، وقليلا ما نتذكر القانون والانسانية عندما نغضب، او نتعرض لاستفزاز او إساءة ما.
ثقافة القوة والكفاءة والانضباط، واحدة من الثقافات التي نستشفها حين نركز التفكير ونحسن التحليل بشأن اداء الأمن العام، وفي الفترة الأخيرة، أصبحت هذه الثقافة ودون ترتيب مسبق، ملحوظة وبارزة في الأخبار التي تتحدث عن الأمن العام، فهي تتزايد، بفضل جودة أداء هذا الجهاز بمختلف مديرياته حين تنفذ واجباتها، وسوف تتزايد أكثر وتصبح من أهم الأدلة على حسن الادارة وصدق الالتزام والانضباط، واحترام القانون وحقوق الآخرين، وهذا كلام وقناعة ليست هذه هي المرة الأولى التي أتناولها حين أتحدث عن هذا الجهاز المفخرة.
قلنا أمس، وأثناء الاسترخاء وحديث مضرب (البيسبول)، وصلني خبر رياضي جميل من الزميل والصديق العقيد عامر السرطاوي، الناطق الاعلامي باسم مديرية الأمن العام، يعتبر مثالا عما أتحدث عنه، فهو يبين أن نشامى الأمن العام ال6، المشاركين بالبطولة العربية لل(كيك بوكسينج)، والتي شارك فيها 16 دولة، قد حققوا فوزا كبيرا في بطولاتهم على مستوى أوزانهم، حيث حصلوا على 6 ميداليات (3 ذهبية، 1 فضية، 2 برونزية)، وهذه نتيجة رياضية كبيرة، بمثابة مأثرة تحسب للأبطال ولجهاز الأمن العام، وللوطن كله، وتعبّر عن المضمون الذي ذكرته لكم، وهو الأداء الرشيد الملتزم، الذي يحقق نتائج كبيرة ملهمة للآخرين..
عسى الآخرون يحاولوا التقليد او يتنازلوا لهم عن رعاية وإدارة بعض فرق الرياضة والمؤسسات الأخرى ولا أعني الرياضية.