في برنامج اكسترا على اذاعة بي بي سي طرحت المذيعة سؤالا عن كورونا وزيادة الوزن، ومدى تاثير ذلك على الناس في ايام حظر واغلاقات كورونا، ووجهت سؤالها الى جمهور مستمعيها.
كان لافتا من اجابات وتفاعلات جمهور المستمعين ان لا احدا قد افلت من «سمنة كورونا». وجاء في الاجابات والتعليقات اعترافات بزيادة في الوزن وسمنة، والمتضررون من سمنة كورونا طبعا اناث وذكور دون تمييز، ولربما ان نسبة الذكور تفوق الاناث باضعاف.
وبعيدا عن سؤال ال «بي بي سي». وقد مر حوالي عام ونصف العام على وصول كورونا للاردن. الكل يشكو من الكرش وسمنة كورونا. واذهب الى نادي الرياضة اسمع قصصا من اصدقاء في الجيم يتحدثون عن زيادة عشرية في اوزانهم، وتغيير بنيوي اصاب في تضاريس اجسادهم من كرش وانتفاخ بالرقبة وانحناء في العامود الفقري.
فما الذي حصل في ايام كورونا الاولى؟ كلنا عايشنا تلك الفترة القاسية والاليمة والمريرة من ايام الحظر الشامل والجزئي والاغلاقات الكلية.. واذكر مرة في مخبز في ضاحية الرشيد مواطن اشترى عشرة كيلو خبز، وسألته لماذا كل هذا الخبز والحظر الشامل مجرد يوم واحد، وراح تنفرج الامور ان شاء الله، فرد خائفا ما تعرف شو بصير وبوكلوهم الاولاد.
وبعدها بكم يوم رأيته في المخبز، وسألته من باب الفضول الصحفي، لماذا تشتري خبزا، فكان رده ان الكمية السابقة قد خلصت والاولاد بحصة وعافية اكلوها كلها.
وفي رأيكم من يأكل عشرة كيلو خبز في 3 أيام، فما قد يصيبه من سمنة وزيادة في السمن؟! وذلك عدا عن الشوكلاته والمكسرات وبرز عباد الشمش والمعجنات والكيك والهرايس والطبايخ من مقلوبة واوزي وصواني ومشاوي.
نفسيا انسعار الناس على الطعام له تفسير وتعليل علمي. ويقول علماء ان الخوف والقلق من المجهول يدفع الانسان الى التهام كميات اكبر من الطعام. وتزداد شهية الانسان لتناول الطعام كلما تعرض الى ضغوط نفسية وقلق وتوتر. وكورونا ما كانت مجرد قلق صحي ووبائي انما وجودي ومصيري وصراع ما بين الحياة والموت.
اصدقائي دون استثناء خرجوا من كورونا بكروش واوزان زائدة. وما بعد حظر كورونا وانفراج الدنيا وعودة الحياة، انقسموا ما بيتن تيارين: احدهما يحاول التخلص من الكرش بالرياضة والمشي والرجيم، والتيار الثاني معتز ومفتخر بكرشه ولا هاكل هم لاي اثار صحية وتداعيات جانبية للكرش والوزن الزائد.
الكرش وجاهة طبقية واجتماعية. ولا اعرف ان كان كرش كورونا يندرج ضمن تلك المعايير، ام ان وجهة نظر ومزاج العموم ازاء الكرش قد تغيير. ولم يطرح سؤال بعد للناس عن رأيهم في الكرش بعد كورونا، وكيف ينظرون اليه من زوايا اجتماعية؟.
شخصيا، لست من طبقة الكروش، وجسمي رافض لبناء اي كرش. بل، العكس في كورونا خسرت من وزني، واواعي وملابس ما قبل كورونا اصبح قياسها اكبر من قياسي، وبعضها اما اعطيته لناس او اعادة حياكته وتفصيله.
واصحاب الكروش لربما يغضبوا من كلامي وموقفي الراديكالي من الكرش. وعلى كل حال، صديق من اصحاب الكروش قبل كورونا يبدي امتعاضا من الكرش الوليدة بفعل كرورنا، ويقول: ان الكرش اتبهدل، وما عاد له قيمة ورمزية زي زمان.
انسان بكرش او دون كرش.. ثمة فوارق في عيون الاخرين. يعني في المناسبات والعزائم والدعوات، ابو كرش يقومون بتوجيبه اكثر، وله الصدارة على البوفية والمناسف وصدور الزرب والمشاوي، ويحظى برعاية واهتمام فائق.
واذا قررت ان اغير رأيي في الكرش، وانضم الى نادي اصحاب الكروش، فسوف ابلغكم حتما.