منذ عودة جلالة الملك إلى أرض الوطن بعد زيارته التاريخية والاستثنائية بمعايير الإنجاز من الولايات المتحدة الأميركية اجري مع جلالته مجموعة من اللقاءات والتي ركز فيها حول جوهر لقاءاته مع الرؤساء الأميركيين من الرئيس بايدن مرورا بوزارة الخارجية ورئيسة مجلس الأمن القومي الأميركي وصولا إلى مراكز صنع القرار الأميركي فقد ركز جلالته خلال تلك اللقاءات وخاصة اللقاء الأخير مع شبكة (سي ان ان) على الأهمية القصوى التي اتسمت فيها تلك الزيارات والتي شرح خلالها جلالة الملك كما هو معهود بإطار تحليلي واستشرافي واقع التطورات الإقليمية وخاصة فيما يخص القضية الفلسطينية وأهمية التركيز على حل الدولتين وإعادة مسار المفاوضات إلى عهدها السابق.
والأهم من كل ذلك التركيز على محورية القدس وعروبتها وأهميتها الروحية على الديانات الثالث، وأن تتابع الانتهاكات الصهيونية وانتهاكها للثوابت التاريخية والقانونية للمدنية المقدسة يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الكلي في المنطقة.
لقد بين جلالته وخلال كل لقاءاته ذلك التطابق شبه الكلي بين الموقف الأردني ومواقف مراكز القوى الأميركية ومراكز صنع القرار الاستراتيجي في الادارة الجديدة.
وقد أوضح جلالته أهمية الإنجازات التي قام بها الأردن خلال فترة الأزمات السياسية والصحية رغم الظروف المحيطة الضاغطة على الاقتصاد الأردني مبينا أهمية المسؤولية المجتمعية التي تحلى بها شعبنا الأردني البطل والذي وقف سندا استراتيجيا لكل التوجهات الداخلية والخارجية، وأن العامل الحاسم كان في وأد الفتنة هو الإسناد الشعبي غير المسبوق في الدولة الاردنية وعدم سماحه تحت أي يافطة ضرب استقرار وأمن الأردن كرافعة من روافع الصمود أمام التحديات..
إن كل ذلك قد أوضحه جلالة الملك خلال زيارته وخلال لقائه مع الصحافة العالمية وقد لقي استجابة ودعما هائلا للموقف الاردني من خلال دعم التنمية الاقتصادية الداخلية والتوجه نحو الاصلاح السياسي الشامل وصولا إلى التمكين الديمقراطي في بعده الداخلي.
ام في البعد الخارجي فقد لمس جلالة الملك دعما حقيقيا لموقفه التاريخي من القضية الفلسطينية القائم على حل الدولتين ورفض سياسة القضم والضم والاحلال التي يتبعها الكيان الصهيوني، وأن العامل الحاسم في استقرار المنطقة والإقليم يكمن في التركيز على حل القضية الفلسطينية حلا شاملا وعادلا وعدم ترك الأبواب المفتوحة امام الصدامات والعنف والعنف المضاد وهو ما يمكن أن يؤدي إلى كارثة إقليمية وعدم استقرار لا يحمد عقباه.
إن الدعم الذي تلقاه جلالة الملك المنبثق من الاحترام التاريخي والشخصي لجلالته انطلق من قدرته الاستشرافية السياسية واعتداله السياسي، وخاصة عندما طرح موضوع انسنة السلوك السياسي للدول بالتركيز على التوزيع العادل للقاحات ودعم الدول الأقل حظا للحصول عليها وهذه سمة من سمات الهاشميين على مدار التاريخ.