كما وصفها جلالة الملك عبدالله الثاني «بأنها من أنجح الزيارات للولايات المتحدة الامريكية».. وهذا واضح تماما بمخرجات الزيارة في جميع الملفات: السياسية والاقتصادية والامنية والعسكرية.
والمؤكد أن العالم أجمع ممن تابعوا الزيارة ومخرجاتها وبشهادة الاعلام الامريكي - وقبل ذلك تصريحات وزير الخارجية الامريكي بلينكن بأن كثافة برنامج الزيارة وتنوع اللقاءات وشموليتها مع كافة صناع القرار في الولايات المتحدة الامريكية بدءا بالرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كمالا هاريس وقيادات الكونغرس بشقيه الشيوخ والبرلمان، تؤكد أهمية الزيارة والحرص على ان تكون المخرجات بحجم الطموحات.
الزيارة باختصار:
- عززت موقف ودور ومكانة الاردن كمحور ارتكاز رئيس في الشرق الاوسط وبكافة الملفات السياسية الاقليمية بدءا بالقضية الفلسطينية ومرورا بالعراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن وايران.. وحتى افغانستان.
- الزيارة فتحت آفاقا اوسع للتعاون الاقتصادي والتجاري، ليس فقط مع الولايات المتحدة مباشرة من خلال المساعدات والمنح والاتفاقيات التجارية والاستثمارات، بل من خلال الحديث عن مشاريع اقليمية كبيرة في المنطقة يمكن ان يكون للولاي ات المتحدة كما دول الاقليم والبنك والصندوق الدوليين دورا في دعمها بصورة او باخرى.
- الزيارة عززت ايضا دور ومكانة الاردن في مكافحة الارهاب، وستعزز من قدرات القوات المسلحة بالتاكيد من خلال المساعدات والتعاون العسكري في مواجهة الدواعش.
- الزيارة دعمت جهود الاردن بمكافحة جائحة كورونا.. وأبرزت الجهد الكبير تحديدا لسمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني بمتابعة هذا الملف، وتزويد الاردن بما يحتاجه من لقاحات، والذي توّج مؤخرا بتزويد الاردن بنحو (500 الف) جرعة من لقاح «فايزر».
* من اجل كل ما تقدم وغيره، لا بد من البناء على كل هذه النجاحات التي لطالما تحقق مثلها الكثير بفضل جهود وعلاقات جلالة الملك عبدالله الثاني ومتابعات سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني، ويكون ذلك تماما بالحرفية التي تم فيها اعداد وترتيب الزيارة بالجهد المؤسسي المحترف من الفريق والجهات المعنية كلها دون استثناء في الاردن او في الولايات المتحدة وسفارتنا في واشنطن، ان يكون هناك جهد مواز للمتابعة من قبل الحكومة والقطاع الخاص للبناء على ما انجز وقطف ثمار الفرص الكبيرة التي أتاحتها هذه الزيارة التاريخية، والتي ان أحسنّا استثمارها لفتحت لنا آفاقا لمشاريع محلية واقليمية لطالما تمّت الاشارة اليها ضمن حلف (الاردن - مصر - العراق) من «مشاريع طاقة» يستطيع الاردن من خلالها تصدير الكهرباء الى العراق وسوريا ولبنان، ومشاريع سكك حديدية ممتدة بين الاردن والعراق ومصر، هذا عدا عن مشروع خط نفط «البصرة - العقبة» الممكن مدّه الى مصر، ومشروع الغاز المصري،.. ومشاريع اخرى يتطلع الاردن الى تنفيذها وفي مقدمتها «الناقل الوطني».
قطف ثمار هذه الزيارة الاكثر تميزا لا يكون دون شراكة حقيقية مع القطاع الخاص المحرك الرئيس والاكثر قدرة على رفع معدلات النمو وخلق الاستثمارات المشغلة للعمالة الوطنية، ولا بد من الانفتاح على القطاع الخاص وسرعة تذليل المعوقات امامه، كما وجه جلالة الملك مؤخرا، والاسراع باخراج نتائج ملموسة لاجتماعات اللجان المشكّلة من قبل الحكومة بناء على التوجيهات الملكية، لايجاد حلول تزيل او تخّفف من معوقات تنافسية الصناعات الاردنية وتقف عائقا أمام دخول الصادرات للاسواق المحيطة والعالمية وتبحث بجدية بمشاكل القطاعين التجاري والصناعي.
الاردن أمام فرصة تاريخية يمكن ان تفتح امامه ابوابا طال اغلاقها، وباتت ابوابها مشرعة ليس محليا فحسب بل واقليميا من خلال مشاريع محور (الاردن - مصر - العراق) ويجب ان يكون قطف الثمار بحجم الارادة والعزيمة والجهد الكبير الذي بذله ويبذله جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي عهده الامير الحسين بن عبدالله الثاني من اجل المضي قدما في الاصلاحات السياسية والاقتصادية، وجعل عام 2021 «عاما ايجابيا» تنعكس ايجابياته على جميع المواطنين والمقيمين على هذه الارض الطيبة.