2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

الملك والمجال الدبلوماسي الحيوي

{clean_title}
د.حازم قشوع
صوت عمان :  


بين جلالة الملك عبدالله الثاني فى مغزى حديثه مع الاعلامي فريد زكريا على شبكة سي ان ان الاخبارية اهمية التفريق بين البناء القيمي والرابط المنفعي وضرورة التمييز بين العلاقات الشخصية والسياسات البينية بين الدول هذا لان مواقفها تبنى وفق مقتضيات مصالحها وليس من مدى انسجام قادتها مع بعضهم البعض هذا على الرغم من اهمية هذا العامل فى التواصل او فى خلق مناخات ايجابية لكن كيمياء التواصل هذه وايجابية التعامل قد لا تحدث نتائح اذا ما توفرت ارادة تحقيق الاهداف المرجوة وكانت ارضية العمل مبنية على احترام القانون واطره والتقيد بالدستور ومرجعياته الاممية والوطنية.

وفى معرض إجابة جلالته عن الاسئلة التى سالها احد اهم الاعلاميين فى العالم فريد زكريا بطريقة استفهامية بسيطة لكنها كانت تحمل فى طياتها استفسارات ثقيلة فى المضمون والمغزى كانت اجابات جلالته تستند الى ذات القياس بالدلالة الموضوعية التى قد ترسل رسالة من وحى الاجابة وهذا ما جعل من اللقاء شيقا الى درجة كبيرة فالاسئلة التى جاءت بطريقة مباشرة على العلاقة مع الرئيس الامريكي ورؤساء البيت الابيض احتوت على سؤال فيه مقاربة بين الطرف الازرق والاحمر فكان ان استندت الاجابة على واقعية تاريخية ومنهجية ثابتة وكما احتوى سؤال العلاقة مع الحكومة الاسرائيلية السابقة والحالية فكان الرد مبنيا على اسس سياسية ويقوم على اساس القرارات الاممية وكما وينحاز للطرف الموصل للحقوق المشروعة والذى يعمل من على ارضية الاسس المتفق عليها حيال حل الدولتين والوصاية الهاشمية ومن واقع المحافظة على امن المنطقة واستقرارها.

ولقد ميز هذا اللقاء حرص جلالة الملك على مسالة المحافظة على زاوية النظرة لتكون دائما باتجاه النصف الممتلىء من الكاس وعلى ضرورة العمل لإغناء روح المبادرة لتكون دائما نحو الامام لئلا تنال من مسيرة الاردن عوالق التحديات وهذا ما بينه الملك فى اجاباته التى وقفت لتنأى بالاردن عن اية تجاذبات قد تحملها مسالة الفتنة الى محيط الجوار فالاردن قادر على لملمة الحال بروافعه الذاتية وضمن ايقاعه الداخلي الموزون من دون الدخول فى رواسب قد تطالها مسالة خروج الازمة من اطارها الوطنى العام.

وأما ما يمكن استنباطه من مفردات هذا اللقاء فهى مفردات تشكلها عناوين المحافظة على منطلقات العمل السياسي والدبلوماسي وذلك من اجل ارساء العلاقات البينية بين قنوات الاتصال السياسي المباشر والاخرى المشكلة لروابط الاتصال والتى تستند الى قوام استراتيجي وعلاقات دبلوماسية بحيث تشكل فيها نقطة اللقاء النقطة المركزية فى الوصل فيما تقوم منزلة التوافق على مساحة الحركة وتراوح من واقع المصالح البينية وتعمل من دافع العلاقات الاستراتيجية وهذا ما يمكن تعريفه بالجملة السياسية التى كونت الاطار الناظم للقاء بان الاردن يتعامل من على ارضية سياسات ولا يقيم مواقفه من على زاوية علاقات وهذا ما جعل الاردن يرسي قواعد فى العمل الدبلوماسي يحافظ عبرها على نقاطه المركزية ويوسع من خلالها مجال مناورته الدبلوماسية كما يستثمر فيها علاقات السياسة من اجل المحافظة على مجاله الدبلوماسي الحيوي.