زيارة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، أمس الأول» الى محافظة مادبا لا شك انها تأتي في سياق تنفيذ التوجيهات الملكية السامية للحكومة دائما وابدا بتكثيف العمل الميداني والاطلاع عن قرب على الخدمات المقدمة للمواطنين وتفقد الاحوال المعيشية لهم ومتابعة سير العمل، وفي الميدان، على المشاريع المطروحة في كافة القطاعات.
الزيارة يمكن قراءتها في اكثر من سياق، واولها: انها تاتي مع الفتح التدريجي للقطاعات الاقتصادية المختلفة والتي عانت من تداعيات جائحة كورونا بسبب الحظر الشامل تارة والجزئي تارة اخرى، وقد آن الاوان لان تعاود تلك القطاعات تنفس الصعداء وتعيد نشاطها للمساهمة في عجلة النمو الاقتصادي.. ومأدبا زاخرة بالمنتج السياحي المستدام، كما انها تضم استثمارات صناعية دوائية وغير دوائية، وقد زار رئيس الوزراء أمس الاول العديد من المرافق والأماكن وخصوصا المنشآت التي سيكون لها حضور في برنامج «أردننا جنة «، كما زار مصنع «سختيان» لصناعة الادوية في رسالة واضحة لرعاية ودعم الحكومة تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية ايضا للاستثمارات وحمايتها لدورها الفاعل في الاقتصاد الوطني ورفع معدلات النمو وتشغيل الشباب.
تاكيد رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة اهمية الاستثمارات وزيارته الميدانية للمصنع في هذا التوقيت الذي تعد فيه الحكومة برنامجها الذي وجه جلالة الملك عبدالله الثاني الحكومة لاعداده خلال الاسابيع القليلة المقبلة، هو رسالة ايضا على ان البرنامج الاقتصادي المرتقب سيتضمن ما طبقته الحكومة ميدانيا من تاكيد ان الاستثمار في هذه المرحلة بالذات والتي يتجه فيها الاقتصاد نحو التعافي بعد الاطمئنان على السير في الطريق الصحيح بالتعافي الصحي مع انخفاض نسب الاصابات الايجابية وارتفاع عدد متلقي اللقاحات،.. هو تأكيد حكومي ان الاستثمار أولوية في هذه المرحلة، وكذلك دعم الصناعت الوطنية، والشراكة مع القطاع الخاص، وكلها محاور لطالما اكدتها التوجيهات الملكية السامية.
اضف الى ذلك، فانها رسالة لجميع الوزراء والمسؤولين في الحكومة الى ضرورة «النزول الى الميدان» خاصة في هذه المرحلة التي نستعد فيها جميعا للاحتفاء بـ»صيف آمن» يستوجب الاطمئنان من جميع المسؤولين - كل في قطاعه - على ان الخدمات المطلوبة مقدمة بكفاءة وجودة عالية وسهولة ويسر لجميع المواطنين، والاستماع عن قرب ومباشرة من اصحاب الشأن لاي تحديات قد يواجهونها واتخاذ القرارات اللازمة السريعة والكفيلة بازالة اي معوقات قد تحول دون الحصول على الخدمات المطلوبة، او تشكل عائقا امام الاستثمار والمستثمرين.
نتوقع ونتطلع الى مزيد من الزيارات الميدانية واللقاءات المباشرة في قادم الايام، كما نترقب برنامجا حكوميا ينهض بالاقتصاد الوطني يترجم شراكة حقيقية مع القطاع الخاص ويدعم سرعة التعافي الاقتصادي.