إشارة حمراء تنذر السائقين للوقوف لإنتظار اللون الأخضر للسماح لهم بالمرور، فما بين اللون الأحمر واللون الأخضر، مشهد تمثيلي من أشخاص احتلوا هذا المكان وجعلوه مهنة لهم لجني الاموال عن طريق استعطاف المشاة والسائقين، لا يسمحوا لأحد ممن يرتاد مهنة التسول ان يقف بالمكان المخصص لهم فكل منهم اتخذ المكان المناسب له.
امرأة تحمل بيدها طفل، اطفال بلباس مهترئ متسخ يقفون بجانب السيارات المصطفة ليثيروا استعطاف الناس ويستدرجوهم لاخذ المال دون معرفة المعطي ان كان هذا المتسول محتاج او غير محتاج.
ينتهي النهار وفي جعبة كل منهم مبلغ لا يقل عن مئة دينار اي ان المتسول يجمع ما نسبته الف دينار شهرياً اي اكثر من راتب الموظف فهل هذا الشخص محتاج ام انها اصبحت مهنة ومشروعه الخاص؟
أطفال تذهب طفولتهم سُدى في الحر الشديد وبرد الشتاء القارص مقابل جمع الأموال ليذهب بهم المطاف الى فتح مشاريع وامتلاك سيارات فارهة ومشاريع خاصة ولكن يبقوا على مهنة التسول آبين التخلي عنها.
وفي تصريح لمدير إدارة مكافحة التسول ماهر الكلوب لصحيفة الدستور ، أن عدد المتسولين الذين تم ضبطهم خلال العام 2020 بلغ 5787 متسولا في جميع محافظات المملكة، حيث بلغ عدد المتسولين المضبوطين من الجنسية الأردنية 5465 كما بلغ عدد المتسولين من الجنسية غير الأردنية 322 متسولًا. وأضاف الكلوب، في حوار مع «الدستور»، أن أعداد المضبوطين توزعت بين الذكور و الإناث، البالغين و الأحداث، إذ بلغ عدد المضبوطين البالغين من الذكور 1465 متسولًا، ومن الإناث 1582 متسولة بمجموع يبلغ 3047 متسولا، وبالنسبة للأحداث بلغ عدد المضبوطين الذكور 1639 متسولا، ومن الإناث 785 بمجموع 2418.
وأظهرت احصائية التسول للمملكة لعام 2020 ان نسبة المتسولين المضبوطين هي في إقليم الوسط قدرت بنسبة 52.02 %، يليه إقليم الشمال بنسبة بلغت 33.38 %، وفي اقليم الجنوب بلغت النسبة 6.85 %.
وأضاف الكلوب إنه تمت مطالبة وزارة العدل بتعديل بنود المادة 389 من قانون العقوبات لتصل عقوبة المتسول إلى عام حبس وليس شهرًا فقط، مضيفا أن ظاهرة التسول من أسوأ أنواع الإتجار بالبشر واستغلال الأطفال على وجه الخصوص لما لها من عواقب ونتائج وخيمة تودي بالأطفال خاصة إلى حافة الهاوية، وبداية الطريق للانحراف، وذلك لأن بيئة التسول بيئة خصبة لاكتساب عادات سيئة وغير صحية نفسيا و أخلاقيا.
وأوضح أن «المواطن هو الشريك الحقيقي لمكافحة التسول، بعدم تحفيز المتسولين على الاستمرار في التسول، وتقديم المال لهم، وذلك لأن وجود المال يحفز على التسول، ويزيد من نسبة المتسولين، كما أن هناك فيديوهات تم تداولها لأطفال ونساء يمتهنون التسول وعند التحقق تبين أن هؤلاء المتسولين يمتلكون عقارات وسيارات، ومصادر دخل أي أنهم لا يحتاجون لطلب العون من الآخرين، وإزعاج المارة على الطرقات، والاشارات، بحسب ما تمت التحقق منه»، وفقا للكلوب.
أما جماعة «المسخرون» هم من يأخذون المال الذي قام الأطفال بجمعه معرضين حياتهم إلى الخطر عند الإشارات لاعتراض طريق السيارات المارة، و أنه تم ضبط 28 من المسخرين يقومون بهذا الفعل الشنيع.
التسول لم يعد ظاهرة بل أصبح مهنة تزداد نسبة الذين يمارسونها، وللحد منها من الضروري تظافر جهود الجهات المعنية كافة لحل هذه المشكلة، وضرورة إعادة صياغة التشريعات القانونية لهذه الفئة، وأكد الكلوب ضرورة تفعيل دور البلديات، وأمانة عمان، بعمليات الضبط العشوائي خاصة عند الإشارات الضوئية.
ويجب على الإعلام ، ضرورة تفعيل الخطاب الإعلامي والخطاب الديني، والتوعية من خلال القنوات الفضائية والإذاعية، وبث إرشادات وتوجيهات في المساجد لزيادة الوعي لدى المواطن الذي يعد شريكا رئيسا في مواجهة هذه المشكلة.
من جهة دينية ففي قول الله تعالى: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَر {الضحى:10} فمعناه لا ترد على السائل بالإغلاظ في القول ولكن إما أن تبذل له اليسير أو ترده بالجميل.
وهناك فرق بين المتسول والمحتاج فالمحتاج لديه عزة نفس فكما قال تعال " لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273).
اما المتسول فهو من اتخذ التسول مهنة له ويلح في طلب المال.
والأفضل ان نبحث عمن هم بحاجة لنتصدق لهم دون الوقوع في الشك ان الشخص محتاج او لا ودون هدر الاموال على من لا يستحق.