2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

شركات و استثمار

الأحمد: المستشفيات الخاصة ظُلمت بسبب قصر نظر بعض المسؤولين

{clean_title}
صوت عمان :  


-تسعيرة استقبال مرضى كورونا مجحفة بحق المستشفيات مقارنة بتكلفة العلاج

-المستشفيات الخاصة جاهزة منذ بدء الجائحة

-تأسيس قسم للصحة النفسية يعد الأول من نوعه في مستشفى الاستقلال

أحمد الضامن

لم يسلم أحد من الآثار السلبية التي رافقت جائحة كورونا والتي ألقت بظلالها على كافة دول العالم، وأثرت بشكل كبير على القطاعات الاقتصادية كافة دون سواء.

المستشفيات الخاصة ، كانت من ضمن المتضررين بشكل كبير بسبب الظروف الاستثنائية للوباء، إلا أنها استمرت في العمل وتقديم كل ما يستلزم ضمن المسؤولية الاجتماعية، ولعبت دور هام في مواجهة الجائحة بشكل كبير.

تحديات ومشاكل واجهت هذا القطاع الهام والحيوي، وارتأينا في موقع "صوت عمان" بالعمل على تسليط الضوء على القطاع وماذا قدم خلال جائحة كورونا وما هي التأثيرات التي سيطرت على القطاع بسبب الجائحة، حيث توجهنا لمقابلة المدير العام لشركة البلاد للخدمات الطبية "مستشفى الاستقلال" أحمد الأحمد والخوص في جوانب القطاع وأهميته ،ودوره الهام في مواجهة الوباء، وما هي الآثار التي خلفتها سنة 2020 الايجابية والسلبية على القطاع.

كيف كان تأثير جائحة كورونا على القطاع الصحي؟؟

جاء وباء فيروس كورونا وأثر على العالم أجمع، مما سبب للكثير من القطاعات أهمها السياحية والصحة والتعليم ازعاج حقيقي وانخفاض في الايرادات بسبب الإغلاقات التي شهدها الأردن والعالم لمنع انتشار الفيروس.

ومن جانب القطاع الصحي الخاص ؛ فقد تأثر بشكل مباشر بسبب قلّة أعداد المرضى القادمين من الخارج للعلاج داخل المستشفيات، حيث شهدنا فترات انقطاع بشكل تام، مما كان له الأثر السلبي على آلية العمل داخل القطاع الصحي، والقطاعات المنتفعة من السياحة العلاجية كقطاع الفنادق والنقل والمطاعم وشركات المستلزمات الطبية والأدوية وغيرها، والتي تأثرت جميعها بسبب الجائحة وشهدت تراجع في الإيرادات.

ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها في مواجهة جائحة كورونا منذ بدايتها ولغاية الآن؟؟

بالنسبة لقطاع الصحي بشكل عام فقد تم اعتماد آلية ومنهجية معينة في التعامل مع مرضى فيروس كورونا وفق معايير وشروط وزارة الصحة ، حيث جُهزت المستشفيات ضمن بروتوكولات معينة بالتعاون مع كافة الجهات والمنظمات العالمية من أجل الوصول لمرحلة الجاهزية القصوى في التعامل مع الوباء.

ودأبت مستشفى الاستقلال منذ البداية لاتباع نظام صارم وفق المعايير الصحية العالمية، والعمل على تجهيزات خاصة لاستقبال المرضى وكيفية التعامل معهم من قبل الطاقم الطبي، وتجهيز غرف عزل خاصة بهم، وتوجهت الإدارة منذ البداية لتدريب مستمر ومكثف لكافة الكوادر الصحية والإدارية على كيفية التعامل مع مرضى كورونا، مع الاستمرار والمواظبة على تقديم ألبسة الوقاية للعاملين والتشديد على الإجراءات الوقائية للمحافظة على صحة الجميع، وتجهيز مسارات مخصصة للمرضى المصابين لعزلهم عن باقي المرضى ، وتجنب انتشار الوباء داخل المستشفى، وهذه الإجراءات كان لها الأثر الواضح في الأعداد المنخفضة في الإصابات بين كوادر المستشفى بنسب لا تذك ، الأمر الذي يؤكد بأن الجاهزية والتدريب هما الحل الأمثل لوقاية الكوادر والمرضى.

كيف كان أداء القطاع الصحي في مواجهة وباء فيروس كورونا ؟؟

في البداية ما كان مغايراً للواقع هو الانكار بجاهزية القطاع في مواجهة الوباء، وبعيداً عن الوباء تمتلك الأردن العديد من المستشفيات الخاصة والتي ترتكز على السياحة العلاجية، فهنالك ما يقارب ربع مليون مريض سنويا يدخل المستشفيات بشكل عام، وانقطعوا عن القدوم بسبب الظروف الوبائية والإغلاقات وبالتالي فإن جاهزيتها كانت منذ اللحظات الأولى في مواجهة الوباء، فالقطاع الخاص يمتلك المعدات والأجهزة والمستلزمات الطبية الكافية والقادرة على مواجهة الوباء، وهذا ما تم لمسه خلال القفزة المرتفعة لأعداد الإصابات في الآونة الأخيرة.

إلا أن هنالك الكثير ممن يمتهنون جلد الذات ،وللأسف العديد منهم لا يمتلك الدراية الكاملة بما يمتلكه القطاع الطبي الخاص والعام من امكانيات نضاهي بها دول العالم.

هل ظلم القطاع الصحي الخاص؟؟

القطاع الصحي والمستشفيات الخاصة كانت منذ بداية الجائحة على اتم الاستعداد بكافة كوادرها وامكانياتها للوقوف إلى جانب الوطن في مواجهة الجائحة، إلا أن القطاع ظُلم بسبب بعض المسؤولين الذين يمتلكون نظرة قاصرة من ناحية التكاليف التي ستتكبدها المستشفيات الخاصة بسبب علاج مرضى كورونا ، والزامها بتسعيرات غير كافية ومجحفة وأقل من التكلفة بشكل كبير، إلا أنه ومن جانب المسؤولية الوطنية قمنا بمستشفى الاستقلال وعدد من المستشفيات الخاصة بالموافقة على التعاون وتقديم كافة الخدمات واستقبال المرضى لحين انتهاء الأزمة.

ناهيك عن الإغلاقات التي أثرت بشكل كبير على القطاع ، حيث بالرغم من الحظر الشامل الذي امتد لعدة أشهر ، إلا أن المستشفيات الخاصة استمرت في العمل بكامل طاقاتها التشغيلية ،من دون وجود مرضى داخلها ،الأمر الذي أثر بشكل كبير على القطاع، إلى جانب عدم وجود أي دعم من قبل الحكومة.

ما هي أهم الإنجازات للمستشفى خلال العام الماضي؟؟

عام 2020 وبالرغم من قسوتها والجائحة التي رافقتها ، إلا أننا استطعنا بصناعة إنجازات داخل المستشفى بشكل كبير، حيث يمتلك المستشفى قسم تعليمي مستمر منذ عام 2012، ومعتمد من قبل جمعية القلب الأمريكي، ، كما تم التوسع في خدماته ، وأصبح معتمدين لجمعية الجراحين الأمريكيين لدورات الـ atls للإصابات المتقدمة ، والتي يتم اعطائها للأطباء الذين يتعاملون مع الإصابات والحوادث، وتأهيل الأطباء والمسعفين بحيث يتم التعامل مع الحالات بطريقة تخفف الأعباء الطبية على المريض.

كما تم تأسيس قسم للصحة النفسية ، حيث تعتبر المستشفى أول مستشفى خاص متكامل يفتتح ضمن مبانيه قسم للأمراض النفسية، وهذا يعتبر نقلة نوعية للقطاع الصحي،حيث حقق هذا القسم نجاح باهر ، ولديه نسب اشغال عالية تصل لـ 100%.

وحصلت مستشفى الاستقلال على شهادة تقدير من الاتحاد الدولي للمستشفيات، حيث شملت الدراسة المئات من المستشفيات والمؤسسات الصحية من 28 دولة شاركت في البرنامج، وتميز المستشفى في تقديم خدماته الصحية وإجراءاتها وجهودها الكبيرة والمتميزة في مواجهة جائحة وباء كورونا.

ما هي الخطط المستقبلية للعام الحالي؟؟

تصورنا كشركة البلاد للخدمات الطبية العمل على التوسع في الخدمات الطبية، من حيث امتلاك قسم تجارة أجهزة طبية ومستلزمات طبية وأدوية والتوسع في التعليم والتدريب بشكل عام ، حيث يصبح غير مقتصر على التعليم الطبي فقط.

ما هو المطلوب من قبل الحكومة للقطاع الصحي الخاص في المرحلة القادمة؟؟

العمل على وضع حزمة تحفيزات للقطاع تعالج المشاكل السابقة من ناحية تخفيض الضرائب وتخفيض تكلفة الطاقة الكهربائية.

ماذا تعلمنا واستفدنا من الجائحة وإلى ماذا نحتاج؟؟

نحتاج المزيد من التوجه نحو التدريب في إعداد الخطط وخاصة فيما يتعلق بالكوارث والأزمات وتدريب الكوادر البشرية على التعامل والتنبؤ بالأزمات، والجاهزية من ناحية الخطط ، فالخطط تحتاج لتحديث مستمر وأن تكون قريبة من الواقع لمواكبة المستجدات، فالنجاح مرتبط بمدى آلية التعامل مع الأزمات والتنبؤ بالأحداث المستجدة.

الجائحة علمتنا أن يكون هنالك دائماً حلول بديلة لتكاتف كافة القطاعات بشكل كامل من أجل الخروج من الكوارث والجائحات، فالمدرسة اليابانية لديها قاعدة وهو أن الجميع يخسر ولا نفقد جزء من القطاعات على الاطلاق، وبالتالي التكاتف والتعاون هو السبب الرئيسي للخروج من الأزمات.

كيف ستكون البيانات المالية للمستشفى ؟؟

التوقعات كانت تشير نحو تحقيق المستشفى أرباح متقدمة ، إلا أن الجائحة أثرت على القطاع بشكل كبير، وبالرغم من الآثار السلبية للجائحة استطاعت المستشفى تحقيق أرباح جيدة ، بالنسبة لما عانت به القطاعات الاقتصادية.

واختتم الأحمد حديثه بالتمني من الإعلام المهني بأن يكون منبر رئيسي في ايصال الصورة الصحيحة ، خاصة وأنه في الكثير من الأحيان، هنالك تسرع واضح في بعض القضايا بشكل غير ايجابي ويضر بالمصلحة العامة بشكل عام والمصلحة الخاصة للقطاعات.