من عمّان إلى عُمان حُلم الطفولة يتحقق بعد ربع قرن من الإيمان ، مسيرة وطنٍ آمن بالرياضة كهوية، وبالكرة كلغةٍ توحّد القلوب.
في الزمن الذي كانت فيه مدرّجات عمّان تصدح بأصوات الحالمين، كان الحُلم طفلًا صغيرًا يتشكّل، تتناقله الألسن في البيوت والمقاهي، وفي زوايا المدارس التي رسم فيها الأطفال أقدامهم على الورق، يحلمون بأن يكونوا "أبطالًا ذات يوم”.
في عام 1999، كان المشهد مختلفًا — بدايات خجولة، إمكانيات محدودة، وطموحات كبيرة تُقابل أحيانًا بالشك. لكن وسط كل ذلك، كانت هناك قيادة حكيمة ترعى بذرة الحلم، وتحرث لها الأرض في صمت، وشعبٌ لم يتخلَّ، ظلّ يصبر ويصفّق، حتى في لحظات الانكسار.
وفي 2025، في عُمان، تغيّر كل شيء إلا الإيمان. اليوم، لم يعد الحلم مجرد صورة على جدار مدرسة، أو ذكرى لبطولة أُجهضت قبل التتويج. اليوم، أصبح الحلم واقعًا، تُوّج المنتخب الوطني بإنجاز طال انتظاره، فكان التتويج ليس فقط بكأس أو بطولة، بل بتكليل سنواتٍ من العطاء، والتزامٍ لا يلين.
ما بين التاريخين، سطّرت الكرة الأردنية قصة نضوج.
استثمرت الدولة في البنية التحتية، دعم الاتحاد المواهب الناشئة، وتحوّلت الكرة من هواية إلى احتراف. لم تكن الطريق مفروشة بالورد، بل شقّها اللاعبون والجماهير معًا، بالعرق، بالتعب، وبالأمل.
اللافت في مشهد 2025، ليس فقط الفوز، بل الصورة الكبيرة: جمهور لم يتخلَّ، وقيادة كانت دائمًا في الصفوف الأولى، تصدّر المشهد شبابٌ ترعرعوا على مقاعد الأكاديميات المحلية، ونجومٌ ولدوا من رحم الأحياء الشعبية.
من عمّان إلى عُمان، مشوارنا لم يكن سهلًا.
لكنه كان صادقًا. كان أردنيًا بامتياز.
واليوم، حين يرفع الكأس نجمٌ من نجومنا، فإنما يرفع معه قصص جيل كامل، صدّق أن الأحلام لا تموت إذا وجدت من يرعاها.
هكذا تحقّق حلم الطفولة.
وهكذا تصنع الشعوب مجدها، بالإيمان أولًا، وبالوطن دومًا