2024-11-23 - السبت
00:00:00

اقتصاد

هل يرتفع سعر "بيتكوين" للضعف؟

{clean_title}
صوت عمان :  


"بتكوين"، قبل نحو 14 عاماً، لم يكن هذا المصطلح مألوفاً، إلا أنه غدا اليوم أحد أبرز تقينات الاستثمار حول العالم.

فالعملة الرقمية باتت ناراً على علم، خصوصا بعدما اكتسبت قدراً من الثقة ما دفع عدداً من المؤسسات المالية التقليدية إلى الاستثمار بها.

إلا أن "بيتكوين" وبعد أن شهدت صعوداً بقيمتها خلال الشهر الماضي، وصلت به إلى 70 ألف دولار للواحدة، وذلك لأول مرة منذ ظهورها، عادت وهبطت لتتراوح بين معدل الستينات.

*فماذا حدث للعملة الأشهر؟

في الـ20 من أبريل/نيسان الجاري، اكتملت عملية "التنصيف" التي تشهدها العملة الرقمية، والتي تحدث كل أربع سنوات تقريباً.

وتعني التنصيف "Halving"، أن العالم سيشهد انخفاضاً في عدد عملات البيتكوين التي تتم مكافأتها للقائمين بالتعدين، مما يخلق ندرة يمكن لها أن تؤثر على سعر العملة المشفرة. بمعنى أن المستثمرين الذين يملكون أجهزة لتعدين البيتكوين (أي تصنيعها)، سيحصلون على نسبة تصنيع أقل خلال فترة التنصيف التي لن تنتهي إلا عندما يصل عدد عملات البيتكوين المتداولة إلى الحد المبرمج وهو 21 مليوناً، ومن المتوقع أن يحدث هذا عام 2140، حيث يوجد حالياً في العالم 19.7 مليون عملة بيتكوين متداولة.

وبعد هذه النقطة، لن يكسب القائمون بتعدين العملات المشفرة سوى أرباح من معدل ما يملكونه من العملة، والتي يتم تحديدها حسب الحجم لا من التصنيع.

وبما أن عملية "التنصيف" جزء أساسي من مسار العملة الرقمية الأشهر، تساءل المستثمرون فيما من الممكن أن يتضاعف سعر البيتكوين أم أنه سيشهد ارتفاعات لكن ليست بهذا القدر.

وبالعودة للتاريخ، فإن "بيتكوين" مرت منذ نشأتها بـ4 عمليات تنصيف وفي المرات الأربع شهدت ارتفاعا بأسعارها، حيث كانت العملية الأولى في 28 نوفمبر 2012، حيث انخفضت المكافأة القادمة من أجهزة التعدين (rewards) من 50 إلى 25 بتكوين لكل كتلة.

ثم في 9 يوليو 2016، حينها تقلصت مرة أخرى من 25 إلى 12.5 بتكوين لكل كتلة.

أما في 11 مايو 2020، انخفضت بمقدار النصف من 12.5 إلى 6.25 بتكوين لكل كتلة.

وفي هذا الشهر وتحديدا يوم 20 نيسان/أبريل الجاري، تم تخفيض مكافأة الكتلة للقائمين بتعدين البيتكوين بمقدار النصف، من 6.25 بيتكوين لكل كتلة مُعدَّنة إلى 3.125 بيتكوين لكل كتلة مُعدَّنة.

وفي أعقاب عمليات التنصيف الثلاث الأولى التي حدثت في أعوام 2012 و2016 و2020، ارتفع سعر العملة المشفرة الأم بنحو 93 مرة و30 مرة و8 مرات على الترتيب.

رغم ذلك، رأى مصرفا "جيه بي مورغان" و"دويتشه بنك"، أن السوق تأخذ في الاعتبار هذا التحديث الذي يتم مرة كل أربع سنوات، مستبعدين ارتفاع أسعار بتكوين بعد "التنصيف" إلى الضعف وأكثر.

بدوره، أكد المحلل المالي المعتمد دولياً عماد ديراني، أن عملية التنصيف ليست جديدة على السوق أبداً، فقد شهدتها السوق– كما ذُكر سابقاً – 3 مرات.

ورأى أن التاريخ سيعيد نفسه هذه المرة أيضاً، وذلك لأن العدد المقرر للعملة حول العالم معروف.

كما تابع أن عملية التنصيف تعني أن المكافآت القادمة من أجهزة التعدين ستنقص، وبالتالي سترتفع الأسعار، حيث كلما قلّ العرض ارتفع السعر.

رغم ذلك، توقع الخبير ألا يرتفع سعر العملة إلى النصف - كما يتم تداوله حالياً - خلال وقت قصير، وذلك لأن عملية التنصيف وتوقيتها وتفاصيلها معروفة بالنسبة للسوق.

ورأى أن أسعار العملة قد تتضاعف فعلاً لكن على المدى الطويل.

يشار إلى أن البتكوين كانت نشأت عام 2009، في أعقاب حركة "احتلوا وول ستريت" والأزمة الاقتصادية العالمية.

وكان أحد أهداف البتكوين المحورية هو خلق نظام مالي بديل لا دور فيه للبنوك المركزية، القادرة على طبع النقود وقتما شاءت، ما يؤدي في بعض البلدان إلى إفقار شعوب بأكملها بسبب التضخم المفرط.

أما في مرحلة التنصيف، فيكون المعدنون أبرز الخاسرين، إذ تتأثر الربحية من عملية التعدين حيث تقل المكافآت القادمة إلى الأجهزة، ما يضطر المعدنون الصغار ممن يتحملون تكلفة عالية من حيث توفير الطاقة اللازمة للتشغيل إلى تعديل استراتيجيتهم، وأحيانا إلى الخروج نهائياً من السوق.

العربية.نت