عندما إجتاح المغول مدينة بخارى إحدى بلاد خراسان... عجزوا عن إقتحامها فكتب جنكيز خان لأهل المدينة أن من سلَّم لنا سلاحه ووقف في صفنا فهو آمن ومن رفض التسليم فلا يلومَنَ إلا نفسه.
فانشق صف أهلها إلى صفين إثنين:
فمنهم رافض له فقالوا: لو إستطاعوا إجتياحنا لَما طالبوا التفاوض معنا !
فهي إحدى الحسنيين إما نصر من الله يَسرُ به الموحدون وإما شهادة نغيظ بها العدو.
أما الصنف الثاني فَجبُنَ عن المقاومة والدفاع عن وطنه
وقال : نريد حقن الدماء ولا طاقة لنا بقتالهم ألا ترون عددهم وعدتهم ؟؟
فكتب جنكيز خان لمن وافق على الرضوخ
والتسليم أْن أعينونا على قتال من رفض منكم الإستسلامونولِكم بعدهم أمر بلدكم، فأغتر الناس بكلامهِ رغبةً ورهبةً من بطشهم ونزلوا لأمره ودارت الحرب بين الطرفين:
طرف دافع عن أرضه وشرفه وكرامته ومبادئه ، وطرف المحتل مع الخائن الذي باع وطنه ونفسه للتتار فسيّره عبدا من عبيده.
وفي النهاية إنتصر المعتدي مع طرف التسليم والعمالة ، ولكن الصدمة الكبرى أن المغول بعد إحتلال بلادهم سحبوا منهم السلاح والمال وأمروا بذبحهم كالنِعاج وقال جنكيز مقولته المشهورة:
لو كان يُؤمَن جانبهم لَما غدروا بإخوانهم وأوطانهم من أجلنا ونحن الغرباء !
العبرة:لا تبيعوا أوطانكم ولا تقتلوا أسودكم فتأكلكم كلاب عدوكم...
من لا يقرأ التاريخ ولا يَعتبر سَيُلدغ من نفس الجحر مرة أخرى، لأنه من يؤمَن بالدمار والقتل وسفك الدماء ليس له صديق ولا حليف ولا يعترف بميثاق ولا معاهدة ولا قرارات دولية ولا بالديانات السماوية وأصحابها .
نصيحتي إلى شعوب الأرض التي تؤمن بالحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية والسلام وحقوق الإنسان، لا تساندوا وتدعموا المحتل والعدوان ومصاصي الدماء…
وللشعب الأردني البطل صاحب الفزعات والنخوة والشرف والإنتماء والولاء ومواقف الرجال المحافظة على الأردن بكل مقوماته الإلتفاف حول قيادته الهاشمية الطاهرة صاحبة المواقف الوطنية بكل شجاعة في المحافل الدولية والإقليمية للدفاع عن فلسطين وأهلها ومقدساتها في وقت قلت فيه مواقف أصحاب الشأن ، ومساندة الأجهزة الأمنية والجيش العربي الباسل ، لأنه أصبح واضحاً للعيان حجم الضغوط والمخاطروالمؤامرات التي تحاك ضدنا من عدو فاجر و مليشيات وعصابات تدعي إنزعاجها من ذلك العدو !! وتجاربهم وأفعالهم مع من حولنا كلها تنكيل وإراقة دماء وإحتلال مذهبي بغيظ .