أكد الخبير والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات، أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة العربية السعودية تعتبر واحدة من أهم الزيارات في المنطقة وعلى مستوى البلدين، سياسياً واقتصادياً.
وبين الحوارات لـ"صوت عمان" أن الزيارة تعتبر بداية لعملية تبريد ممنهجة للملفات الشائكة في المنطقة، خصوصا أن السعودية وتركيا تعتبران قطبين مهمين جداً في الإقليم، مؤكداً أن التقارب بين البلدين والوصول إلى حد الشراكة السياسية والاقتصادية، كفيل بوضع العلاقات داخل المنطقة في إطار جديد.
وأضاف: "هناك العديد من القضايا الشائكة في المنطقة منها ما يجري في ليبيا وسوريا، والأوضاع المتوترة في اليمن إلى جانب الحرب الأوكرانية بالإضافة إلى ما يجري في الساحة مؤخراً كأزمة القمح والأزمة الغذائية العالمية"، مشيراً إلى أن الزيارة التركية تذهب إلى القول بأن تركيا الآن تريد أن تسترجع حالة الهدوء الذي بدأت فيها.
ولفت إلى أن المنطقة تحتاج الآن إلى نقاشات أكثر جذرية، خصوصاً الوضع في سوريا والذي تشترك فيه الدولتان والعمل على الوصول إلى رؤية مشتركة واتفاق وحلول تنهي معاناة الشعب السوري.
وأشار إلى أن اللقاء بين القطبين (السعودي والتركي) سيؤدي إلى نتائج إيجابية ويفتح المجال لإعادة العلاقات التركية مع العديد من الدول العربية، مثل علاقاتها مع مصر من خلال الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي، مضيفاً "صحيح أن هناك موقف سلبي ضد الإخوان المسلمين، لكن الواضح تماماً أن التغيير في العلاقات بين تركيا ومصر أصبح مكتملا تماماً خصوصاً فيما يتعلق بجماعة الإخوان، والتي ستكون من النقاط المحورية والتي سيتم الاتفاق عليها بين الطرفين بشكل إيجابي".
وقال الحوارات "أتوقع أن يتم حل العديد من القضايا العالقة خصوصا بعد زيارة أردوغان إلى السعودية؛ بالإضافة إلى ما سبق العودة للتفكير في حل أزمة الغاز في دول المتوسط، والقضية الفلسطينية، ومحاربة الإرهاب، إلى جانب قضية التغير المناخي وقضايا المياه والتنظيمات المسلحة وتهريب المخدرات"، مؤكداً أن تلك الملفات بحاجة إلى تنسيق عالي المستوى بين الدول حتى يتم القضاء عليها وحلها.
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك الرياض تريد أن تضمن أنقرة حتى لإيجاد توازن حقيقي لها مع الطرف الإيراني ومصالحها في المنطقة والإقليم".
وأبدى الحوارات تفاؤله بالزيارة التركية للسعودية، مؤكداً أن المنطقة ستشهد تطورا جديدا، بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من المنطقة، الأمر الذي قد يخلق حالة من فراغ القوة، والذي لربما سيؤدي إلى صراعات، منوها أن التفاهمات المتبادلة بين الدول ستؤدي إلى الخروج نحو تشكيل قوة إقليمية جديدة تضمن استقرار المنطقة.