علق الخبير الخبير البيئي والجيولوجي في جامعة الحسين بن طلال الأستاذ الدكتور محمد الفرجات على صورة البحر الميت التي نشرها وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس، قائلا إنها تدق ناقوس الخطر.
وقال الفرجات لـ"صوت عمان" إن البحر الميت لا يعتبر ثروة للأردن فقط إنما للعالم أجمع، حيث أنه ثروة ذات بعد ديني وتاريخي، بالإضافة إلى مكانته التاريخية والتجارية بين الأردن وفلسطين.
وأضاف أن البحر الميت يشهد تراجعا متسارعا في حجم مسطحه المائي نتيجة سيطرة إسرائيل على منابع المياه المغذية للبحر منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1967، بحيث تم الحد من تدفق الشريان الرئيس المغذي للبحر الميت وهو نهر الأردن.
ولفت إلى أنه بحكم التغير المناخي والارتفاع في درجات الحرارة، فقد بات البحر الميت يعاني من كارثة طبيعية تتمثل بتبخر مياهه بشكل متسارع، مما يهدد العديد من القطاعات منها السياحة والصناعة والزراعة.
وقال الفرجات "هندسيا. مناطق الشواطي التي تواجه البحر الميت ومع انخفاض منسوب مياه البحر يؤدي إلى زيادة عدد الحفر الخسفية الهابطة، حيث أن منطقة شاطئ البحر الميت وعلى أعماق معينة تحت سطح الأرض تحتوي على سماكات عالية من الطبقات الملحية، وهي عبارة عن رواسب من الأملاح ترسبت عبر آلاف السنوات السابقة، وهبوط البحر الميت يؤدي إلى وصول المياه الجوفية العذبة التي تأتي من الشرق عبر الطبقات الجيولوجية فتحل محل المياه المالحة التي كانت تملأ التشققات والتصدعات والفوالق الموجودة في هذه الطبقات الملحية، وتؤدي زيادة الإذابة عبر عشرات السنين الى حدوث فجوات داخل الأرض وهناك احتمال كبير لحدوث حفر هابطة خطيرة تهدد منطقة البحر الميت والمنشآت السياحية القائمة في المنطقة من فنادق ومنتجعات سياحية واستشفائية، كما تهدد المزارع القائمة في بعض المناطق مثل منطقة لسان البحر الميت حيث أنه تم هجر بعض الأراضي الزراعية التي تتعرض للحفر الخسفية في غور المزرعة والحديثة".
ويضيف الفرجات بأنه مع زيادة التبخر والجفاف تتغير نوعية وكيميائية المياه، وسيكون لذلك أثرا على المدى الطويل على خصائص المياه التي تدخل في صناعات البوتاس وصناعات المواد التجميلية والعلاجية، وتتلخص هذه التغيرات في الصفات الكيميائية بزيادة نسبة الأملاح وتغير في صفات ومعاملات الإشباع للمياه وأطوار وأولويات ترسيب المعادن المختلفة من المياه.
ولفت إلى أن الحل الأمثل لهذه المشكلة حاليا يتمثل بتنفيذ مشروع ناقل البحرين الذي توقف لعدم تعاون تل أبيب، والذي يهدف لتزويد البحر الميت بما يحتاجه من المياه وسد النقص الحاصل حاليا.
وأكد أن هناك ميزات كبيرة ستتحقق إذا تم تنفيذ المشروع من حيث إنتاج مياه عذبة باستخدام خاصية "التناضج العسكي" حيث سيمر الماء من خلال أغشية بيولوجية اصطناعية ضمن مراحل محددة داخل الأنابيب فيتم الحصول على مياه عذبة، فضلا عن توليد الطاقة الكهربائية باستغلال الماء المنساب بالجاذبية عبر الناقل، مبينا أن المشروع له آثار بيئية محتملة، منها احتمالية ظهور طبقات رقيقة جدا من الجبس (الكالسيوم، الكبريتات، جزيء الماء) على سطح المياه نتيجة خلط مياه خليج العقبة مع مياه البحر الميت.