لمئات السنوات؛ درس علماء الفلك احتمالية وجود المياه على سطح القمر. فعندما نظر علماء الفلك الأوائل إلى القمر، أثارت دهشتهم البقع الكبيرة المظلمة على سطحه. وفي عام 1645، نشر عالم الفلك الهولندي مايكل فان لانجرين أول خريطة معروفة للقمر مشيراً إلى البقع المظلمة المعروفة باسم "ماريا"، وهي الكلمة اللاتينية التي تعني "البحار"، هي في واقع الأمر محيطات سطح القمر.
إلا أن ذلك الزعم سرعان ما تبدد بعدما أجرى الفلكي الأميركي ويليام بيكرينج، قياسات في أواخر القرن الـ19 قادته إلى استنتاج أن القمر ليس له غلاف جوي ولا يملك سحباً أو غلافاً جوياً، وبالتالي فالقمر خالياً من الماء.
تتابعت الأبحاث، وزارت بعثة "أبولو" القمر وعادت مع عينات "جافة" لتحسم الأمر طيلة السنوات التالية، إلا أنه، وفي عام 2020، أكدت بيانات بعثة "صوفيا" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، وجود الماء في المنطقة المضاءة بنور الشمس داخل حبيبات الغبار القمري أو ملتصقة بسطحها.
والآن، وجدت مجموعة بحثية من معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، أن التربة القمرية المُكونة من حبات الزجاج الصدمية تحتوي على بعض الماء.
حين تصطدم النيازك أو الكويكبات بالأجرام السماوية، تُولد قدراً كبيراً من الحرارة. وفي حالة وجود مادة السيليكات، الموجودة بوفرة في كل من الأرض والقمر، تتسبب الحرارة في ذوبانها، ويُعاد تشكيلها لاحقاً في شكل حبيبات زجاجية صغيرة تُسمى حبات الزجاج الصدمية.
وتظهر الدراسات التفصيلية أن هذه الحبيبات الزجاجية هي على الأرجح "خزان مياه" جديد على القمر، حسبما قالت دراسة نُشرت في دورية "نيتشر: جيوساينس".