منذ الورقة النقاشية الأولى في كانون الأول، 2012، وحتى الورقة النقاشية السابعة في نيسان، 2017 مرت بينهما خمسة سنوات، ومرت بعدها خمسة سنوات آخرى حتى اليوم. عشر سنوات وهذهالأوراق وما تحتويه من أفكار بين أيدينا، فهل استوعبنا الدرس؟ وهل فهمنا حقاً طموح جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله؟ كان الملك يجلس وراء مكتبه، يطيل النظر بعمق لقراءة المشهد الأردني، ويقرأ هذا المشهد مرات ومرات، ليخرج بفكرة، تنبني على فكرة، وكأنه يصعد بأفكاره سلماً نحو المستقبل. ففي الورقة النقاشية الأولى بعنوان (مسيرتنا نحو بناءالديمقراطية المتجددة) كان جلالته يقف أمام مشهد استعداد الأردن للدخول في مرحلة التحول الديموقراطي، تحول سيكون فيه لكل مواطن ولكل صاحب صوت دور أساسي في بث الحياة من جديد في مسيرتنا الديمقراطية. وحين نقف عند هذه الفكرة تحديداً؛ لماذا لا نرى خارطة الطريق التي كان ولا زال سيد البلاد يرسمها لنا؟ الفكرة التي تحمل التوجه بأن التنافس يجب أن يكون من أجل هدف أسمى؛ ألا وهو شرف تحمّل المسؤولية، مسؤولية اتخاذ القرارات التي تمس مصير الأردن وجميع الأردنيين. وبين جلالته أن ما
نحتاجه هو تطوير الممارسات التي ترتبط بمفهوم المواطنة الصالحة، والتي تشكل الأساس لديمقراطية نابضة بالحياة، ممارسات يجب أن تتجذر في سلوكنا السياسي والاجتماعي.
وحتى نبني النظام الديموقراطي يجب أن تكون هذه الممارسات مبنية على أربعة مبادئ، أولها احترام الرأي الآخر ليشكل أساس الشراكة بين الجميع، وثانيها أن المواطنة لا تكتمل إلا بممارسة واجب المساءلة، وثالثها أننا قد نختلف لكننا يجب أن لا نفترق، فالحوار والتوافق واجب وطني مستمر، ورابعها أننا جميعنا شركاء في التضحيات والمكاسب. ويرى جلالته أننا يجب أن نتأكد أننا نسير على الطريق الصحيح (وهذا تفكير استراتيجي، يرصد التغذية الراجعة، ويعيد بناء خطة المستقبل الاستراتيجية من منطلق تقييم التجربة)، وهذا الطريق سيرى النجاح طالما التزمنا بمبادئ الديمقراطية، من أجل الوصول إلى بلورة إحساس جمعي بالكرامة والاعتزاز بما ننجزه سويا كشعب واحد، ومن أجل تنمية إحساس وطني بالإنجاز، مستمد من التغلب على التحديات، والتسلح بالروابط والتضحيات المشتركة، والإيمان بأن طريقنا نحو الازدهار والأمان ينطلق من ديمقراطيتنا التي يجب أن تتعزز يوماً بعد يوم، ومن أجل المشاركة بقوة في صناعة مستقبل الأردن من خلال التصويت في الانتخابات، والالتزام بالديمقراطية كنهج حياة.
وإلى لقاء في المشهد الثاني من فكر جلالة الملك عبدالله الثاني من خلال تحليل الأوراق النقاشية. وحتى ذلك الموعد سلام عليك يا أردن أينما كنت.