2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

وإنه لشرفٌ عظيم

{clean_title}
محمد داودية
صوت عمان :  


العبقرية والمأثرة والبطولة كانت في أن 6 أسرى فلسطينيين في معتقل حديث يصنف بأنه على «أعلى مستوى من الأمن، والسجناء على مستوى عالٍ من الخطر»، كسروا اغلاله الرهيبة، وهم المجردون من كل ما يحتاجون، إلا من إرادة الحرية.

لقد نجحوا في التحرر من اعتى المعتقلات وتفوقوا على تكنولوجيا الاحتلال الأمنية، المصنفة الأولى في العالم، وحطموا سمعتها، وهي التي يتم تصديرها إلى مئات الشركات والدول في كل أنحاء العالم بمليارات الدولارات سنويا.

القدرة والبأس والإرادة الفلسطينية التي مثلها الأبطال الستة هي التي جعلت العالم يقف احتراما وتضامنا ودهشة وإعجابا بالفعل العبقري المذهل. فلا فروسية ولا مآثر في تجييش مئات الآلاف من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين للقبض على 6 أسرى معزولين جائعين منهكين.

كانت فرصة نجاة ابطال الأمة الستة الوحيدة، في العبور إلى بلادنا التي لا تسلم دخيلها والمستجير بها مهما كان الثمن. وكان شرفا عظيما أن نجير الشرفاء طلاب الحرية والاستقلال.

فالأردنيون أهل السجل الأبيض الناصع الجليل الذي تجلى في موقف والد الذبيحين الشيخ إبراهيم الضمور وزوجته النشمية علياء، هددهما الحاكم العثماني بحرق ولديهما حيين، أو تسليم الثائر الفلسطيني قاسم الأحمد الجماعيني أحد زعماء نابلس الذي استجار بالشيخ الكركي من الأتراك عام 1832. فرددت الماجدة المؤابية الاردنية العربية، علياء «المنية و لا الدنية» وأبى الشيخ الحر تسليم الحر الفلسطيني الدخيل، فألقى الطاغيةُ التركي، الولدين حيين في النار.

وتجسّد الموقف الأردني في تأمين وحماية السيدة رغد كريمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يرحمه الله ويحسن اليه، المقيمة معززة مكرمة في بلدها الثاني الأردن، منذ وقوع الاحتلال الأمريكي لحاضرة امتنا المجيدة بغداد سنة 2003.

وتجسّد ايضا في رفض تسليم الاسيرة المحررة أحلام التميمي حين صادقت محكمة التمييز، أعلى سلطة قضائية في بلادنا، على قرار عدم تسليم أحلام التميمي إلى السلطات الأميركية التي أدرجتها أخيرا على قائمة «أخطر الإرهابيين المطلوبين».

إن الدروس المستفادة من مأثرة وبطولة الأسرى الفلسطينيين في قبضة دولة الاحتلال والإرهاب، أكبر من أن نحيط بها.

لقد تم القبض على الوطن العربي الفلسطيني كله، وعلى 4500 أسير فلسطيني، هم ابطال المواجهة العِظام.

وإن بطولة ايقونات الحرية الستة، لم تكن في الفرار من السجن الصغير، وهو عمل عبقري مذهل، استقر عميقا وفورا في الوجدان الشعبي العربي، بل في اختيار طريق المواجهة الضارية مع الاحتلال الذي أدى إلى أسرهم.
إن فجر حرية فلسطين بازغ لا محالة، طال الزمان أو قصر. هذا هو احد الدروس التي في مأثرة الابطال الستة، الذين يمثلون توق الإنسان الى الحرية ونضاله الضاري لنيلها.

وها هو شعبنا العربي الفلسطيني، شعب الجبارين يجترح المأثرة المدهشة على طريق الحرية التي لا ريب في حلولها.