عاد اللاعبون الاردنيون من طوكيو، وبعد مشاركة رياضية حققت ميدليتين برونزية «صالح شرباتي» تايكوندوا « وفضية «عبدالرحمن صفاصفة « كاراتيه. وبالنسبة للاردن النتائج لحد ما افضل من بطولات اولمبية سابقة، ولم يكن الاردن يحقق بها نصرا رياضيا واحدا، ويخرج اللاعبون بخسائر مدوية من الجولات الاولى.
ومقارنة بدول عربية واقليمية، فما زال الاداء الرياضي الاوليمبي الاردني متواضع كثيرا. ولاول مرة في دورات الالعاب الاولمبية تحرز الفرق العربية 18 ميدالية مختلفة، وخمس ذهبيات، وخمس فضيات، و8 برونزيات.
ولحد ما فان الشعوب العربية راضية عن اداء لاعبيها وفرقها، وتابعت الجماهير بشغف ونهم المباريات والمنازلات في دورة اولمبياد طوكيو، وانتجت الدورة الرياضية ابطالا عربا جدد متميزون في رياضات فردية عديدة، ومنهم البطل الاردني صالح شرباتي في لعبة التايكواندو.
وما هو لافت حقا، ولو نظرنا الى المشاركة الاردنية، فالنتائج التي حققها اللاعبون الاردنيون في الالعاب فردية. وفيما منى الاردن والفرق العربية بخسارات مبكرة وساحقة في الالعاب الجماعية كرة القدم وغيرها.
الحكومات تولي اهتماما تاريخيا في الالعاب الجماعية، وفي المقابل اقل ما يقدم من رعاية واهتمام بالالعاب الفردية، وتاتي في ادنى سلم الاولويات. والميزانيات والاموال والرعاية الرسمية والشعبية اكثر ما تهتم بالالعاب الجماعية، وعلى رأسها كرة القدم.
لست خبيرا رياضيا، ومتابعتي الرياضية فقيرة ومحدودة، وانجذب للرياضة في المواسم الكبرى، كأس العالم واولمبياد وكأس اسيا وافريقا واوروبا.
وانا مؤمن ان الرياضة صانع للهوية الوطنية، وان الرياضة مؤثرة في الجماهير والمزاج العام اقوى من السياسة والاعلام.
والهزيمة الرياضية تنتاب الجمهور بالشعور بالخذلان والاشمئزاز، واشد قسوة من هزائم سياسية وعسكرية. ومن الناحية الاخيرة، فالمواطن العربي غرقان في وحل ومستنقع هزائم وطنه وامته من «الماء المتوسطي الى الماء الخليج العربي».
واصبح من الالزم علينا ان نبحث عن السر والسبب المعلن وغير المعلن لتآكل الرياضة وطنيا وعربيا. ولماذا ينتصر ويفوز «العجم والافرنج»، ويحصدون ميدالات بكل الالوان، ويخسر العرب في الالعاب الفردية والجماعية؟.
ومن حقنا السؤال عن الاتحادات والهئيات الرياضية، وماذا قدمت للالعاب الفردية والجماعية؟ وما دورها في البحث عن رياضيين ابطال وصناعة ابطال لالعاب فردية وجماعية؟ وماذا تقدم من رعاية واهتمام للرياضة المحلية؟.
طبعا، لو استعرضنا قوائم الابطال اردنيا وعربيا، فنكتشف انهم ولدوا بالصدفة واكتشفوا صدفة، وفازوا صدفة. وان الغالبية العظمى من الاتحادات الرياضية في بلادنا ديكور، وليست حواضن رياضية لرعاية الناشئين والابطال الجدد الصاعدين، وزرع وتعزيز قيم الرياضة والالعاب الفردية والجماعية في المجتمع الرياضي.
في اتحادات رياضية.. اللاعبون لا يعرفون اين يقع الاتحاد ومن هو رئيس الاتحاد؟ وفي اتحادات بلا رياضيين ولاعبين ومدربين وناشئين. مقرات خاوية ومهجورة رياضيا.
اطرح هذا الكلام والملاحظات، والقلق والخوف يكبر بعد ولادة ابطال رياضيين. فكم بطل رياضي خسرنا في الاردن؟ يولد البطل ويفوز بمدالية اولمبية ومن بعد عودته الى بلاده يتحول الى عدو للرياضة وخصم للفوز الرياضي الذي حققه، وبدلا ان يكون قدوة ونموذج رياضي يتحول الى خطيئة واثم، وتطارده الاخبار التعيسة.
واطرح هذا الكلام، وكلي ثقة ان المجتمع الاردني غني وثري بالابطال. ولو انه يجري الرهان على الرياضة، فهي سبيل للخلاص السياسي والاجتماعي، الرياضة قادرة على صناعة بوصلة للاجيال والشباب، والفوز والنصر الرياضي الفردي والجماعي ليس مجرد فرحة ونشوة آنية، انه تعبير عن عمق لقوة الفرد والمجتمع، وصناعة الانجاز والفرح والبهجة.