2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

هل تعود السياحة؟!

{clean_title}
نيفين عبدالهادي
صوت عمان :  


هل يمكن بعث الحياة من جديد في الجسم السياحي، ولو كان بتنفس اصطناعي «مرحليا» إلى حين عودته الى قيد العمل والنشاط والازدهار؟، سؤال برسم الإجابة ليس فقط رسميا إنما من جانب القطاع الخاص أيضا، كونه الأكثر حضورا في هذا القطاع الذي أنهكته أزمة كورونا لتزيد من خسائره وتدهور حاله!!!

وجّه الأردن بقيادة جلالة الملك اهتماما واسعا نحو كل ما من شأنه دعم قطاع السياحة ايمانا منه بأهميته، وأنه داعم عملي للاقتصاد الوطني سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر، وصلا به لبرّ السلامة، كونه من أكثر القطاعات تضررا نتيجة لأزمة كورونا، ليس هذا فحسب إنما أصبح هذا القطاع يحمل شكلا آخر يختلف بطريقة عمله عن فترة ما قبل «كورونا»، حيث بات الأمر يتطلب الكثير من الإجراءات لضمان صحة وسلامة السائح والمواطنين.

ما يزال الأردن يسجّل انجازات سياحية يوما بعد الآخر وعلى مستوى عالمي ليس فقط اقليميا، حيث أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) قبل أيام ضمّ مدينة السلط إلى قائمة التراث العالمي، وقالت «إن موقعا جديدا أُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، هو «السلط مدينة التسامح وأصول الضيافة الحضرية في الأردن»، لتضيف للسلط وللمنتج الأردني بشكل عام ميزة جديدة، وتعزز من الحضور الأردني على خارطة السياحة العالمية، لتضاف السلط إلى باقي المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي في الأردن هي: البترا، وقصر عمرة، وأم الرصاص، ووادي رم، والمغطس، جاعلة من فسيفساء السياحة تزداد ألقا جديدا وداعما تسويقيا أكثر تنوّعا وثراء.

مسار الحدث السياحي محليا وعالميا يدلل اليوم على أن هذا القطاع مقبل على نشاط تحتاجه كافة الفعاليات السياحية، وقد نبّه ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني لأهمية ايلاء هذا القطاع أهمية كبرى في زيارات ميدانية متعددة كان احدثها زيارة مدينة العقبة، ليضع ملف الاهتمام السياحي أولوية على الصعيدين الرسمي والخاص، ليس هذا فحسب إنما وضع سموه يده على جراح القطاع داعيا لضرورة العمل بجدية لتجاوزها وعودة السياحة لألقها.

الحالة السياحية بصورة عامة في الأردن تسير على الدرب الصحيح، وإن كانت خطاها ما تزال متواضعة، حيث لا زلنا نسمع أنين مكاتب السياحة والسفر وشكواهم بأن القطاع ما يزال يعاني وكذلك حال الأدلاء السياحيين، وبعض المطاعم والفنادق، والشقق الفندقية، فما تزال كلمة «نجاح» لم تتحقق على أرض الواقع، في تجاوز الأزمة، هذا لا يعني اغماض العين عن المنجزات لكنها ما تزال متواضعة!!!

الحكومة تولي قطاع السياحة اهتماما كبيرا، والمواقع السياحية جزء أساسي من جولات رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة للمحافظات والتي كان قد أعلن عن القيام بها مؤخرا، حيث كان أحدثها زيارة مدينة البترا الأثرية أمس، وتجوّله بها وتوجيهاته برفع مستوى الخدمات المقدمة للسواح وزوّار المدينة، وهي جولة وزيارة بطابع سياحي من بين الكثير قام بها خلال الفترة الماضية، في خطوة تؤكد حرص الحكومة على هذا القطاع ودعمه واعادتها على قيد العمل من جديد.

كل هذا يعيد انتاج السؤال من جديد، هل يمكن بعث الحياة من جديد في الجسم السياحي؟!!!، وفق الدلالات والاهتمام بهذا القطاع، حتما هناك بارقة أمل ببث الحياة من جديد في قطاع تم تشخيصه آلاف المرات وباتت تشوهاته واضحة ومزاياه واضحة، الأمر الذي يجعل من عودته للحياة أمرا متاحا، من خلال علاج التشوهات التي يعدّ أبرزها ارتفاع سعر المنتج السياحي الأردني، اضافة لتوفير رؤى سياحية جديدة في التسويق تتناسب ومتطلبات سوق السياحة الحديث بعيدا عن منهجيات طواها الزمن منذ عشرات السنين، ورفع مستوى الخدمات وغيرها من التفاصيل الواضحة.