2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

امتحان الثانوية؟!.

{clean_title}
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
صوت عمان :  


أنا أعلم وأثمن عاليا ما تبذله وزارة التربية والتعليم بشأن امتحانات الثانوية، لا سيما في عام كبيس بالضغوطات الكبيرة على الوزارة والناس، وقبل هذا تتعامل الدولة مع عدة ملفات في التعليم بكافة مستوياته، ولم يهدأ الصخب بشأنها إلا بسبب الجائحة، لكنها ملفات حيّة وحساسة ولا بد ستواصل الدولة السير على طريق تطبيقها، وتحسين التعليم ومخرجاته على الشكل الذي يحتاجه سوق العمل، الداخلي والخارجي.

لا أتمنى ان تكون صحيحة، أعني بعض الأخبار التي تتحدث عنها بعض وسائل الإعلام، حول النتائج الاولية لامتحانات يسود بشأنها جدل، علما أن الجدل من هذا النوع طبيعي، وقد يثيره طالب واحد، لا سيما في ظل هكذا ظروف..

استوقفتني ملاحظة تكررت، تتعلق بامتحان التوجيهي وهي غير مطمئنة البتّة (إن كانت فعلا صحيحة).

ففي الوقت الذي يشتكي منه الطلبة من صعوبة بعض الأسئلة، بل واستحالة الإجابة عنها كلها في الوقت المخصص للامتحان، بشهادة معلمين من ذوي الخبرة، وشهادة مؤلف الكتاب نفسه، في حالة امتحان الفيزياء، فعلى الرغم من هذه الآراء المختصة، تقول لنا وزارة التربية بأن نسبة من الطلبة حصلوا على العلامة الكاملة بامتحان الفيزياء!!.

من هم وكيف حصلوا عليها بينما كل الدلائل تشير الى ندرة بل استحالة حدوثها؟..

ولو حدث وأن حصل طالب على علامة كاملة في امتحان الفيزياء، فهو حتما عبقري، ويفهم في المنهاج أكثر من مؤلف الكتاب، وهذا أمر نادر الحدوث، ولو حدث فإنه لن يحدث إلا مع شخص واحد أو حتى أقل من شخص في مثل حالتنا.

كيف يمكننا تفسير هذه الملاحظة (إن كانت فعلا صحيحة؟) ألا يدعو هذا عندئذ للشك بأن الأسئلة تسربت أو أن دفاتر الإجابة تتعرض للعبث؟.

أخشى أن تكون واحدة من تلك السنوات التي وصل خلالها لكليات الطب والهندسة والصيدلة طلاب لا يجيدون حتى كتابة أسمائهم؟!.

أنا متأكد تماما بأن التعلم عن بعد، الذي مر عليه أكثر من عام ونصف العام في جامعاتنا، كان فرصة لبعض الطلبة الضعيفين جدا أن يستمروا طلابا في بعض التخصصات الجامعية، ولو كان التعليم وجاهيا كالمعتاد، لتراجعت نسبة تزيد عن 20 % من طلبة السنتين (الأولى والثانية) في جامعاتنا، وهم لا محالة سيواجهون هذه الحقيقة لو عاد التعليم وجاهيا في الجامعات (التي تحترم نفسها ويهمها جودة التعليم فيها، وتحافظ على سمعتها العلمية والأكاديمية).

يبدو أننا مع مثل هذه الملاحظات المتناقضة وغير المفهومة، سنكون على موعد مع نتائج ثانوية عامة (فانتازية)، ولا تنسجم لا مع مقدمات ولا مع منطق.

وللحديث بقية لا تنتهي لأن التعليم وتطويره عملية مستمرة، ومطلوبة في كل وقت.