2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

شركات و استثمار

الديك لـ "صوت عمان": 2021 هاجس يؤرق الاقتصاد .. والتأمين لا يزال من الكماليات .. والذمم المالية تلقي بظلالها على شركات التأمين

{clean_title}
صوت عمان :  


-تخوفات من العام الحالي بسبب الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا

-تحصيل الذمم المالية هاجس يؤرق شركات التأمين

-وجوب وضع آلية للعمل خلال السنوات القادمة بعيدة عن عنصر المغامرة

-التأمين لا يزال يعتبر من الكماليات لدى المواطن الأردني

-المجموعة العربية الأردنية أظهرت زيادة في الأرباح الإجمالية لعام 2020

أحمد الضامن

واجهت عجلة الاقتصاد العديد من المشاكل والتحديات جراء وباء كورونا وآثارها السلبية على كافة القطاعات، حيث لم يسلّم أحد من تلك الآثار ، والتي كان لها بصمة واضحة في كافة القطاعات لما سببته من أضرار بشكل عام.

وكما حال القطاعات المتأثرة سواء كان بالشكل الايجابي أو السلبي، تواجه صناعة التأمين وشركات التأمين وبالرغم من النظرة العامة لها بأنها حققت أرباح ، والبيانات المالية التي شهدت أرقامها ارتفاع في صافي الأرباح، هاجس خوف الخسارات المالية لما بعد الجائحة ، والتي تحتاج لحذر شديد من قبل الشركات للخروج إلى بر الأمان.

قطاع التأمين تأثر كباقي القطاعات، حيث يبدو المظهر ايجابي، إلا أن الغوص في الداخل يثير القلق لدى أبناء قطاع، خاصة في ظل استمرار المتغيرات والتي أصحبت مستجدة على الدوام بسبب منحنيات وباء الكورونا.

شركات التأمين، وما لها وما عليها ، وماذا قدمت خلال الجائحة ، وكيف كان تأثير فيروس كورونا والإغلاقات المتكررة وأثرها على شركات التأمين، استفسارت وأسئلة كثيرة نخوص في جوانبها والحديث عنها مع المدير العام للمجموعة العربية الأردنية ناصر الديك ، والتوقعات للعام الحالي.

كيف كان اثر جائحة كورونا على الاقتصاد بشكل عام وقطاع التأمين بشكل خاص؟

جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على كافة القطاعات الاقتصادية، فمنظومة الاقتصاد الأردني كان واضحاً عليها مدى التأثر بما رافق الجائحة من إغلاقات وبطئ في حركة عجلة الاقتصاد بسبب الظروف الاستثنائية.

وبالحديث عن قطاع التأمين ، فالقطاع تأثر كما تأثرت كافة القطاعات، حيث يبدو المظهر لهذا التأثير من الخارج ايجابي ، إلا أن الواقع والآثار السلبية من المتوقع أنها لن تظهر حالياً على القطاع وإنما وبحسب التوقعات قد تظهر في العام الحالي وتستمر لأعوام قادمة، حيث لا أتوقع أن يكون العام الحالي سهلاً على القطاع الاقتصادي بشكل عام وقطاع التأمين بشكل خاص، فنحن بحاجة لوقت حتى نتعافى ؛خاصة وأن معظم القطاعات الاقتصادية عانت من اثر الوباء.

شركات التأمين استطاعت الخروج بقدر المستطاع بأقل الخسائر مقارنة بالقطاعات الأخرى في ظل ظروف كورونا، وكان هنالك الأثر الواضح والاستفادة من قطاع السيارات والذي كان عائد بالأرباح على البيانات المالية لكافة الشركات ،بسبب انعدام الحوادث والإغلاقات والحظر الشامل الذي امتد لقرابة شهرين، فذلك كان له الأثر المالي الجيد لدى القطاع،إلا أنه على الجانب الآخر كان هنالك انقطاعات في العديد من أنواع التأمين بحيث لم تحقق أي عوائد مالية طوال العام، كتأمين السفر وتأمين العاملات والخادمات، وتأمين الحدود، وتأمين الطبي الذي لم يكن سوا تأجيل لفترات التعويض بسبب الإغلاقات وعادت عقب الانفتاح فيه عبارة عن تأجيل دون تحقيق أرباح، حيث زادت خلال الفترة الماضية بالمدفوعات والمراجعات والعمليات بما يقارب 30%.

كيف كان أداء قطاع التأمين خلال جائحة كورونا ؟؟

البيانات المالية لأغلب شركات التأمين وفي افصاحاتها الأخيرة، شهدت أرقامها ارتفاعاً في صافي الأرباح العائدة من أول 9 شهور من عام 2020، مقارنة بالعام السابق 2019، وذلك بسبب ما كان سائداً خلال الفترة الماضية، والحظر الذي كان العامل الرئيسي والأهم في ذلك الارتفاع.

واليوم بدأت تعود شركات التأمين لنفس مستوى العمل في السنوات السابقة، وبالتالي فإن الانفتاح سيعمل على عودة قطاع التأمين للعمل كسابقه، إلا أنه في هذه المرحلة سيواجه الكثير من صعاب من أهمها الذمم المالية وصعوبة تحصيلها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، والتي سيكون لها أثر سلبي كبير وتُحدث مشاكل حقيقية على شركات التأمين بسبب زيادة الذمم وصعوبة تحصيلها، وهذا الأمر سيبدأ بإلقاء ظلاله خلال العام الحالي وينعكس بشكل كبير على تسديد ذمم العملاء للشركات.

كيف سيتعامل قطاع التأمين مع الأوضاع الحالية إلى حين الانتهاء من جائحة كورونا ؟؟

هنالك تخوفات كبيرة من عام 2021 بسبب الآثار الاقتصادية التي من الممكن أن تظهر بسبب جائحة كورونا وما خلفته من عام 2020، التي كانت غير واضحة المعالم.

شركات التأمين في الأردن تواجه هاجس خوف الخسارات المالية، نتيجة آثار انتشار فيروس كورونا، وما هو متوقع لما بعد الجائحة، كما هي الحال في الكثير من القطاعات الاقتصادية، فالنتائج الايجابية لن تستمر، أو أن تلك الأرقام لم تأخذ الواقع بشكل صحيح، خاصة وأن شركات التأمين تواجه صعوبة في تحصيل الذمم.

وبالتالي وجب على شركات التأمين وفي ظل الظروف الحالية ، العمل على أخذ مخصصات كافية ،وذلك تحوطاً من عدم قدرة العملاء على تسديد الالتزامات المالية للشركات، وأخذ الحذر في وضع آلية العمل خلال السنوات القادمة بعيداً عن عنصر المغامرة، وتفعيل الرقابة والحرص الشديد.

التأمين لا يزال يعتبر في الأردن من الكماليات ويمكن الاستغناء عنه بعكس الدول الأخرى، ومثال ذلك أعداد السيارات والتي تقدر بالآلاف والتي تسير في شوارع المملكة بدون بوالص تأمينية بسبب الظروف الحالية الصعبة، وبالتالي ستواجه شركات التأمين صعوبات في الحفاظ على مستوى الأقساط المكتتبة للشركة وتحصيل الذمم المستحقة.

وفي المجموعة العربية الأردنية تعمل الإدارة التنفيذية ضمن خطط واضحة وبشكل متزن بعيداً عن خفض الأقساط على حساب المنافسة ، وخلق هالة من التوتر داخل السوق والذي يعتبر حجم المنافسة به كبير، ومن الممكن أن يزداد شراسة بسبب الظروف الاستثنائية.

هل كان هنالك انجازات للمجموعة العربية الأردنية خلال الجائحة، وكيف كان أداءها؟؟

بالتأكيد الإنجازات مستمرة داخل الشركة ، من أهمها أن جائحة كورونا خلفت آثار ايجابية لأغلب شركات التأمين بسبب الإغلاقات التي حدثت ومنها المجموعة العربية الأردنية، والبيانات المالية شهدت نمو في الأرباح ، ولا أحد ينكر ذلك فالقطاع استفاد فيما يتعلق بقطاع تأمين السيارات ، الذي يشكل التأمين الرئيسي لدى الشركات، حيث كان هنالك انخفاض واضح في التعويضات بما يقارب 60%.

ما هي التوقعات للعام الحالي 2021؟؟

هنالك تخوفات من العام الحالي بسبب الظروف الصعبة والآثار السلبية التي ستظهر في القريب العاجل، من أهمها ما بدأت به شركات معيدي التأمين بفرض شروط والتزامات جديدة على شركات التأمين ، واختلاف الأسعار وارتباطها بجائحة كورونا.

إلى جانب ذلك وكما أسلفنا، سيكون هنالك معاناة ومشاكل حقيقية فيما يتعلق بتحصيل الذمم ، التي ستؤدي إلى نشوب منافسة كبيرة وانخفاض أقساط التأمين.

هل تمتلك الشركة الخطط والاستراتيجيات المستقبلية للعام الحالي ؟؟

لا نستطيع البناء والتخطيط بشكل واضح ، نتيجة المتغيرات المستحدثة والمتغيرة بشكل مستمر ، فلا أحد لغاية الآن قادر على أن يحدد المتغيرات والحسم بموعد انتهاء الجائحة وما إن سنشهد المزيد من الإغلاقات أم لا ، الطريق نحو المستقبل لا يزال مجهول المعالم، ونحن نتعامل مع الواقع الحالي بما يستجد، ونتعامل بحذر في دراسة الأحداث والعمل ضمن الامكانيات المتاحة خلال العام الحالي، مع وجود الآمال بأن نشهد التغييرات الايجابية بشكل مختلف عن التوقعات.

متى سنتعافى من آثار الجائحة ؟؟

المنحنى الوبائي خلال الفترة الماضية يمتلك بشائر وبوادر خير ،بأن الأرقام بدأت تستقر لحد ما ، ونشهد انخفاض في نسبة الوفيات في المملكة، إلى جانب توفر اللقاح والذي بدأت وزارة الصحة بحملة التطعيم منذ الأسبوع الماضي، الأمر الذي يبعث الطمأنينة بأن نتجاوز هذه الأزمة لبر الأمان، والبدء بالتفكير الجاد في الحفاظ على حركة عجلة الاقتصاد وحمايتها من أية آثار سلبية.

كيف هي البيانات المالية للشركة لعام 2020؟؟

بالرغم من الظروف الاستثنائیة التي تمر بھا البلاد، إلا أن النتائج أظهرت زیادة في الأرباح الاجمالیة بنفس الوقت عن العام السابق، وساعد في ذلك اثار الحظر وانخفاض أعداد الحوادث خلال الفترة، إلى جانب تراجع مراجعات المواطنين للمستشفيات والأطباء خلال فتره الحظر الشامل .

وشهدت الشركة نمو في الأقساط، وحافظت على معدل الربح مقارنة بالعام 2019، حيث لا تزال الشركة تسير بخطى ثابتة ، إلا أن التخوف من العام القادم دفع الإدارة إلى أخذ الحيطة والحذر مما هو قادم، جراء الظروف الاقتصادية الصعبة.

وخلال العام الحالي 2021 سنعمل على المحافظة على نفس المستوى في أداء البيانات المالية والمحافظة على المحفظة المالية للشركة في ظل الظروف الاستثنائية، فالأولويات تتمحور حول المحافظة على البيت الداخلي للشركة.

هل سيكون هنالك تغيير حقيقي في ظل مجلس النواب والحكومة الجدد ؟؟

في الوقت الراهن لا اعتقد أن نشهد تغيير حقيقي؛ خاصة في الوضع الاقتصادي بالدرجة الأولى ومن ثم السياسي ، فهنالك حالة احباط كبير لدى المواطن وكافة الجهات المسؤولة بسبب الظروف الحالية الصعبة والاستثنائية التي تمر بها المملكة، إلا أن الأمل بأن نشهد التغيير والتقدم نحو الاصلاح وخدمة للوطن والمواطن الأردني وأن يكون التغيير قادم لا محالة.

السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، وعجلة الاقتصاد الآن منهكة وضعيفة وبالتالي سيكون لها أثر على مختلف الجهات والقطاعات ، وبالتأكيد العمل على تحسين حركة العجلة سيسهم في تحسين الأوضاع بشكل واضح وبكافة التوجهات.

ماذا تعلمنا واستفدنا من الجائحة ؟؟

كما كان لها الآثار السلبية، كان لها الآثار الايجابية، فالجائحة وجدت ايجابيات اجتماعية جديدة، وعملت على تقليل المناسبات الاجتماعية التي أصبحت مكلفة في الآونة الأخيرة بشكل كبير من أفراح ومناسبات عزاء، وقامت بجمعنا من بعض ، ودفعتنا للاحساس بنعمة الصحة وأهميتها للاستمرار في العطاء والانتاج.

وفي نهاية اللقاء أكد الديك بأن قطاع التأمين جزء لا يتجزأ من القطاعات الاقتصادية في الأردن، مؤكداً بأن أي حل سيؤدي إلى مساعدة كافة القطاعات وليس قطاع دون غيره، حيث يقع على عاتق كافة القطاعات العمل لايجاد الحلول المناسبة لتحريك عجلة الاقتصاد ، وايجاد البرامج والخطط التي ستؤدي إلى إحداث التغيير المطلوب.