2025-12-16 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

السردية الوطنية الأردنية: التاريخ الذي لا يُختزل

{clean_title}
صوت عمان :  

بقلم: إشراق بني مصطفى

يذهب بعض المتهمين والمضلّلين إلى التشكيك بتاريخ الأردن من خلال اختزاله في قِصر عمر الدولة الأردنية الحديثة، في حين يجهل كثير منهم عمق التاريخ الذي قامت عليه هذه الدولة العريقة. فالأردن لم يكن يوماً وليد الحاضر، بل هو أرض حضارة ضاربة في جذور الزمن، تشهد عليها أعمدة جرش، وتشهد عليها المدينة الوردية البتراء، كما قامت على أرضه ممالك تاريخية راسخة مثل أدوم ومؤاب وعمون.

ويُعدّ موقع عين غزال واحداً من أقدم القرى الزراعية وأكبرها في التاريخ الإنساني، وهو دليل واضح على أن أرض الأردن ليست طارئة على التاريخ، بل تحمل إرثاً حضارياً وإنسانياً عميقاً، يؤكد أصالتها وعراقتها عبر آلاف السنين.

أما تاريخنا الحديث، فمنذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 وحتى يومنا هذا، فقد رسمت الدولة الأردنية مساراً مشرفاً للأجيال. فـعام 1921 لا يمثل بداية التاريخ، بل هو لحظة تنظيم سياسي حديث لتاريخ ممتد على أرض الأردن، جاءت لتنقل هذا العمق الحضاري إلى إطار الدولة والمؤسسات.

وقد نشأت الدولة الأردنية في سياق الثورة العربية الكبرى، حاملة مشروعاً سياسياً قائماً على الشرعية الهاشمية، والتوافق المجتمعي، وبناء مؤسسات الدولة، وتنظيم إمارة شرق الأردن داخلياً. واستطاعت، رغم التحديات، أن ترسّخ نموذجاً في الاستقرار والحكم الرشيد.

إن اختزال الدولة الأردنية في قِصر عمرها الزمني يتجاهل حقيقة راسخة مفادها أن الدول لا تُقاس بعدد سنواتها، بل بقدرتها على الاستمرار، وحماية أمنها، وإدارة التعدد، وصون هويتها الوطنية. فالدولة التي تصمد أكثر من قرن في إقليم مضطرب، وتحافظ على تماسكها ومؤسساتها، هي دولة تمتلك سردية وطنية راسخة.

وقد خاض الأردن الحروب دفاعاً عن سيادته، وكان الانتصار في معركة الكرامة محطة مفصلية أعادت الاعتبار للكرامة الوطنية، ورسّخت قدرة الدولة الأردنية وجيشها العربي على حماية الأرض والسيادة. كما قدّم الأردن مواقف مشرفة في مختلف المحطات التاريخية، عكست ثباته على مبادئه وقيمه.

ومن هنا، فإن نقل النقاش من سؤال: كم عمر الدولة؟
إلى سؤال: كيف نشأت؟ وعلى أي قيم قامت؟ وكيف حافظت على استقرارها؟
يُعدّ مدخلاً حقيقياً لبناء وعي وطني ناضج، قادر على مواجهة التشكيك، وتعزيز الانتماء، وغرس قيم الولاء والهوية الوطنية.

لكن يبقى السؤال الأهم: من المسؤول عن تعزيز السردية الوطنية اليوم؟
الجواب أن هذا الدور مشترك؛ يبدأ من التنشئة الأسرية بوصفها حجر الأساس في بناء المواطنة، ويمتد إلى المناهج المدرسية التي يجب أن تحمل في طياتها تاريخ الأردن العريق، وأن تُرفق بأنشطة مدرسية تُعرّف أطفالنا بالمواقع الأثرية في أردننا الحبيب، منذ فجر البشرية على هذه الأرض المباركة.

كما يقع على مؤسسات الدولة دور محوري في تعزيز السردية الوطنية، من خلال أمسيات وطنية وجلسات تثقيفية، يشارك فيها رجال ونساء عايشوا محطات من تاريخنا، وأسهموا في بنائه. ويجب أن نُعزّز ثقافة الفخر بما قدّمه هذا الوطن من شهداء وتضحيات ومعارك، وأن نفتخر بقيادتنا الهاشمية، وجيشنا العربي، وتراثنا، وعاداتنا، وأكلاتنا الشعبية.

إن كثيراً من الدول تتمنى امتلاك ما يمتلكه الأردن من عمق تاريخي وتماسك وطني. فالأردن ساحة مجد وعزة وكرامة، يحمل في طياته تاريخاً عريقاً، ويصنع لأبنائه مستقبلاً آمناً وعزيزاً.

أمنية إحدى شركات Beyon ترعى حفل سفارة مملكة البحرين في عمّان بمناسبة اليوم الوطني وتعزّز العلاقات الأردنية البحرينية أورنج الأردن تمنح زبائن خط الخلوي "معاك" وخطوط "الزوار" أشهر مجانية من كريم بلس المحامي ايمن العمايره يقدّم درعاً تكريمياً لرئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد طلبة اردنيين يشاركون بمسابقة الأمن السيبراني في الصين الحكومة للأردنيين: أسعار المشتقات النفطية انخفضت بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع الملك يستقبل وزير الخارجية الصيني ويبحث سبل توطيد الشراكة الاستراتيجية "التعليم العالي" تعلن فتح باب القبول الموحد للطلبة الوافدين القوات المسلحة تدعو مواليد 2007 للدخول إلى منصة خدمة العلم المؤسسة الاستهلاكية المدنية تعلن عن عروض ترويجية واسعة انخفاض كبير على أسعار الذهب في الأردن المغرب الى نهائي كأس العرب العلوم التطبيقية ومستشفى ابن الهيثم تنظمان ندوة متخصصة حول السياحة العلاجية في الأردن الأردن يسيّر قافلة مساعدات جديدة إلى سوريا ارتفاع الدخل السياحي بنسبة 7 % ليصل إلى 7.2 مليار دولار خلال 11 شهراً الملك يعقد مباحثات مع رئيس الوزراء الهندي ركزت على توسيع التعاون ولي العهد والأميران هاشم وسلمى يصلون ستاد البيت لدعم النشامى عفونة وتغيّر لون .. إتلاف جميد فاسد وإغلاق مستودع في عمّان كأس العرب: رأسية الرشدان تُحلق بالنشامى إلى النهائي