86851--
أثار خبر وفاة الطفل عمر حمزة سلامة، البالغ من العمر عامًا ونصف، تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، بعد تداول معلومات تزعم أن وفاته ناجمة عن لدغة "ذبابة النمر الأسود"، وهي رواية سرعان ما نفاها والده جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أن الطب الشرعي أثبت أن الوفاة كانت بسبب التهاب دماغي حاد.
وقال والد الطفل في تصريحات لإذاعة "حياة إف إم" إن ابنه بدأ يعاني من ارتفاع مفاجئ في الحرارة مساء الجمعة الماضية، تبعته أعراض إرهاق واستفراغ شديد، ما دفع العائلة لإسعافه إلى عيادة خاصة، حيث شُخّصت حالته مبدئيًا على أنها التهاب في الصدر، قبل أن تتدهور حالته بسرعة خلال الساعات التالية.
وأضاف سلامة أن الطفل نُقل لاحقًا إلى مستشفى البشير لإجراء الفحوصات اللازمة، وهناك تم إدخاله إلى قسم العناية المركزة بعد تراجع وضعه الصحي، إلا أن جميع المحاولات لإنقاذه باءت بالفشل، ليفارق الحياة بعد ساعات قليلة.
وأوضح أن اللدغة التي أُثيرت حولها الشائعات تعود إلى ثلاثة أشهر مضت وكانت مجرد لدغة بعوض بسيطة لا علاقة لها بالوفاة، مشددًا على أن ما جرى هو قضاء من الله وقدره. كما أعرب عن استيائه من التعليقات السلبية التي اتهمت العائلة بالتقصير، مؤكدًا: "نقلته للطبيب أول ما ارتفعت حرارته، وما قصّرنا معه لحظة".
من جانبه، أوضح رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة الدكتور عادل البلبيسي أن ما يسمى بـ ذبابة الرمل هو الناقل لمرض اللشمانيا الجلدية المعروف محليًا بـ"حبة حلب" أو "حبة أريحا"، مؤكدًا أن هذا المرض يُصيب الجلد فقط ولا يؤدي إلى الوفاة.
كما أكد البلبيسي أن ذبابة النمر الأسود غير موجودة في الأردن أصلًا، مشيرًا إلى أن موطنها في مناطق جنوب شرق آسيا والهند، وأن تداول اسمها في الأردن جاء فقط لأغراض التوعية العامة.
وشدد البلبيسي على ضرورة مكافحة أماكن تكاثر الحشرات والبعوض عبر الرش المنتظم واستخدام المراهم الطاردة والملابس الواقية، مؤكدًا أن الجهات المختصة تتابع إجراءات الوقاية بشكل دوري.