86384--
قال الخبير في قطاع الطاقة هاشم عقل إن الإقبال على تحويل السيارات من البنزين إلى الغاز لن يكون كبيرًا، موضحًا أن من يرغب بتغيير سيارته يتجه حالياً نحو السيارات الكهربائية وليس الغازية.
وأضاف عقل لـ"صوت عمان" أن التحول إلى الغاز قد يكون ذا جدوى اقتصادية للشاحنات بقطاع النقل، مشيراً إلى أن هذه الفئة بدأت فعليًا باستخدام الغاز، بينما لا تزال السيارات الصغيرة والمتوسطة بانتظار صدور التعليمات الخاصة بها.
وأوضح عقل أن من أبرز التحديات التي تواجه هذا المشروع هي ضعف البنية التحتية، إذ لا توجد تغطية شاملة في جميع أنحاء المملكة، مبينًا أن الحل يكمن في السماح لمحطات الوقود بتقديم خدمة تزويد سيارات الغاز، وهو ما يجري العمل عليه حاليًا لتنظيم العلاقة بهذا الخصوص.
وأشار إلى أن الأردن متأخر جدًا في تطبيق تكنولوجيا تشغيل السيارات على الغاز، إذ إن هذه الخاصية موجودة منذ التسعينيات، لافتًا إلى أن انتشار السيارات الكهربائية جعل دخول سيارات الغاز إلى السوق يأتي في وقت متأخر.
وذكر عقل أن ظهور سيارات الغاز في الأردن قد يقلل استخدام البنزين والديزل على المدى الطويل، إلا أن هذه المرحلة الانتقالية قد تمتد إلى نحو 15 سنة، مؤكدًا أن السيطرة المستقبلية ستكون للسيارات الكهربائية، التي يُتوقع أن تشكل نحو 60% من إجمالي السيارات في العالم بحلول عام 2050.
وأضاف أن العديد من شركات السيارات العالمية تطور حاليًا محركات الاحتراق الداخلي لتكون أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للوقود، ما يقلل من الحاجة لاعتماد واسع على الغاز، مؤكدًا أن الاتجاه العالمي يميل بقوة نحو الكهرباء.
وأشار عقل إلى أن الصين من خلال اعتمادها الواسع على السيارات الكهربائية، وفرت نحو 2 مليون نفط يوميًا كانت مخصصة لسيارات البنزين، موضحًا أن ما يميز السيارات الكهربائية هو قدرتها على قطع مسافات طويلة بتكلفة منخفضة وصيانة شبه معدومة مقارنة بالسيارات التقليدية، إلى جانب دورها في الحفاظ على البيئة.
وفيما يتعلق بمعايير الأمان والسلامة العامة، أكد أن الأردن من أكثر الدول تشددًا في تطبيق هذه المعايير، ولا يُتوقع أي تساهل في شروط السلامة الخاصة بمحطات الغاز.
وبيّن أن نظام التحويل من البنزين إلى الغاز يعتمد على تركيب صمام صغير في المحرك وخزان غاز في صندوق السيارة، ويتمتع النظام بنسبة أمان مرتفعة، إذ يُغلق الصمام تلقائياً في حال حدوث أي خلل أو تسرب، لتعود السيارة فورًا إلى العمل على البنزين.
واعتبر عقل أن انخفاض أسعار النفط عالميًا، مع توقع تراجعها مجددًا في الأشهر المقبلة، قد لا يشجع أصحاب السيارات الصغيرة على التحول إلى الغاز، في حين يرى أن التحول مجدٍ اقتصاديًا في قطاع النقل والشاحنات الكبيرة، التي يمكن أن تحقق تقليلًا في استهلاك الوقود يصل إلى 50%، ما ينعكس إيجابًا على تكلفة النقل والمنتج النهائي، ويزيد من قدرة المصانع والمنتجات الأردنية على المنافسة محليًا وخارجيًا.