85253--
عادت مواقف التضامن مع القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، وهذه المرة من قلب المنتخب الإيطالي لكرة القدم. قبل مواجهة منتخب الاحتلال الإسرائيلي في تصفيات كأس العالم 2026، أدلى المدير الفني للمنتخب الإيطالي، جينارو غاتوزو، وحارس المرمى جانلويجي دوناروما، بتصريحات إنسانية عميقة، أعادت إلى الأذهان موقف "الآزوري" التاريخي في عام 1982.
عبّر غاتوزو عن تعاطفه مع الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، قائلاً: "أنا رجل سلام. يؤلمني كثيراً ما يمر به المدنيون والأطفال في غزة. ما يحدث مؤسف للغاية". كما أضاف: "كنا غير محظوظين بوجود إسرائيل في مجموعتنا، هذا هو الواقع، ولا يمكننا فعل الكثير حيال ذلك". ومن جهته، قال الحارس دوناروما: "ما يؤلمني هو الصور والأخبار المتداولة. الأمر أكبر منا، ولا أريد الخوض فيه، لكننا نريد لعب كرة القدم ونريد عودة السلام".
تحمل هذه التصريحات صدى الموقف التاريخي للمنتخب الإيطالي في مونديال 1982. ففي ذلك العام، وبعد فوزه بلقب كأس العالم، أهدى المنتخب فوزه للشعب الفلسطيني، وقدم كأس البطولة لمنظمة التحرير الفلسطينية لمدة أسبوع، وذلك لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاجتياح الإسرائيلي للبنان وما صاحبه من مذابح في مخيمي صبرا وشاتيلا. وقد أكد هذا الموقف أن الرياضة يمكن أن تكون منصة للتعبير عن المواقف الأخلاقية والإنسانية، وهو ما يُعتبر جزءاً من إرث التضامن الإيطالي مع القضية الفلسطينية الذي استمر لعقود.