سيدي صاحب الجلالة الملك المعظم عبد الله الثاني ابن الحسين- حفظكم الله ورعاكم - جاءت هذه الرسالة كالتزام أخلاقي أخذته على عاتقي في وصالكم دائما ، وإني أدرك يا سيدي بأنك لا تنتظر من أبناء شعبك أي شكر أو ثناء اطلاقاً على كل ما تقدمه لهذا الوطن لأن العلاقة التي بينكما هي علاقة أبٍ بابنه بعطائه وحبه واهتمامه كما هي علاقتك بـ أبناء شعبك التي تزهر دوما حدائقا في قلوبهم .. سيدي إن وصالك يأتي لمَ لا يراه أحد! ،و لمَ أراه أنا !.. حيث أن ما يُرى بصورته العامة هو الإنجاز و العطاء و بما تقدمه ونفاخر به، ولكن يا سيدي هذا ليس كل شيء ؛فإني استشعر المعارك الضروس التي تدور في عزلتكم لحل القضايا، وتلك الحيرة التي تقتلها حكمتكم الكبيرة ، ودبلوماسيتكم التي تُستحضر في أحلك الأوقات .. وحزنك على الأحداث المؤسفة التي لا تريد أن تراها فينا … ، وصراع أمنياتك لأجل وطن أفضل ..،و تضحياتكم العظيمة التي لا يعرف بها أحد ويظنون أنها زهر و برد …و أوجاعكم الخفية التي تأتي سبيلا لإنجاح العمل .. تعبكم بعد ساعات طويلة من الوقوف فيها بكل أمل … لا أحد يعلم كم جئت على نفسك لأجل أحلام عظيمة ، حزنك ووقوفك مطولا عند الأخطاء التي تراها ، الفرص الكثيرة التي منحتها ، وموائدكم التي امتدت وأحاديثهم التي استرسلت رغم الغضب والعتب في سبيل أردن أقوى، والمجد لكل هذا التعب يا سيدي …و لكل ما خفي ولكل شعور شعرته ،و عانق أوراقكم، وأقلامكم وعزلتكم ومكتبكم ، وأماكن رقودكم ونصائحكم الثكلى لكل من حولكم لأجل الوطن الذي بني بالتضحيات قبل الجد والكد …..إن الحمل كبير جداً ولا يمكن لأحد أن يتصوره أو يتحمله ولكن الله لا يكلف الله إلا وسعها لذلك فلم يجد أفضل منك لقيادة هذا الوطن ، فالعظماء يختارهم الله بعناية تامة وكل من يعرف الاردن وما يدور بمنطقتنا العربية فهو على يقين بأن خلفه رجل لن يتكرر وفي عامكم 63 تصل قوافل المعايدات كلها منحية فما من جملة قد تصف الحب الذي يكنه لك محبيك … واسمح لي بمحاولة بسيطة احتفاء بكم في عيدكم هذا وكل عيد و لأعبر لكم عن معزتكم في قلبي ،والتي لا شك أن هذا حالها في قلوب كل الاردنيين، فإنها هدية لعلها تدخل على قلبكم شيئا من السرور …!
عيد ميلاد سيد تحبه القلوب وتترتب فيه الصفوف
ويحمل الجميع فيه باقات من الود والفخر وعبق أشعار البحور
يا سيدا ماذا اذ اجتمع الشعب من الشمال الى الجنوب وعانقوا هذه العيون!
وامتز ج الزيتون بالدحنون وراقص المجد جرش بمهرجان يطول
وتلاحمت السيوف من الزرقاء و جاءتك الارواح حصنا منيعا لفؤادك يدوم
وافترشت الدروب لأجلك بعطر الكرامة الذي جاء به الجدود
فعيد ميلادك هو ميلاد لروح من الحسين لم تموت
نراه بأمانة حفظتها و راعيتها و صنعت منها الحكم و الدروس
أما عن ناظموا الشعر فأي كلام يقولون!
فأنت الأفعال التي لم تأتي بها الضاد على ممر العصور
فأنت الخواتيم التي تتجلى بها النثريات كلها..وما بعدها…
على العهد ونحن بك ماضون
كل عام وأنت قلب الوطن الذي لا يهون ونحبه حباً ديموم !